مقالات

«هوجة» العلم.. المحيرة! بقلم| نصر صالح

بقلم| نصر صالح

«الهوجة» التي أثارها متحزبو المجلس الإنتقالي في عدن، بعد فوز منتخبنا الوطني للأشبال في كرة القدم حول رفع الجمهور علم الجمهورية اليمنية ابتهاجا بالفوز. فهي حقا محيرة!

بخاصة وأنه هو علم الدولة التي يتشارك مجلسهم الانتقالي وجماعة هادي في تكوين حكومتها مناصفة. (بقطع النظر عن دستورية هذه الحكومة).

أرجو أن يتنبه هؤلاء إلى إن هذا العلم (الذي ينزعجون منه والذي بلغ التمادي من قبل البعض منهم حد إهانته) هو علم التحرير الذي كنا في ستينات القرن الماضي نرفعه كلانا (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل والجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) إبان ثورتنا المجيدة في 14 أكتوبر 1963م ضد إحتلال وإستعمار بريطانيا.

وهو العلم الذي خرج المواطنون إلى الشوارع رافعين له مبتهجين بزوال الإستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني يوم 30 نوفمبر 1967م. وهو أول علم يتم رفعه بعد إنزال علم مستعمرة عدن البريطاني وعلم إتحاد الجنوب العربي الفيدرالي فوق المؤسسات الرسمية في عدن وبقية مناطق الجنوب.

والعجيب أن العلم الذي يتبنوه هو ذاته العلم الذي يحاربونه في ذات الوقت والفارق هو المثلث الأزرق والذي تتوسطة النجمة الحمراء. وهذا المثلث الأزرق ونجمته الحمراء كان يرمز إلى حكم الجبهة القومية، وقد اعتمدته بعد مرور أيام على الاستقلال الوطني كنوع من التحديد والتميز بين بقية الجمهوريات العربية المتحررة من الإستعمار. واستمر إعتماده بعد تغيير اسم الدولة إلى ‘جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية’ واسم الجبهة القومية إلى ‘الحزب الاشتراكي اليمني’ وحتى عام 1990م.

وقصة علم الجمهورية اليمنية الحالي، أنه في مباحثات الوحدة، أن طرفي الحوار؛ في الجنوب تخلوا عن المثلث بنجمته الحمراء الذي يرمز إلى الحزب الإشتراكي اليمني، وفي الشمال تخلوا عن ‘النجمة الخضراء’ التي ترمز إلى الجمهورية العربية اليمنية، ليتفقا على شكل العلم الحالي للجمهورية اليمنية، والذي هو بالأصل علم التحرير الذي خضنا تحت رايته حرب التحرير من الإستعمار البريطاني ومن حكم السلاطين.

بالمناسبة؛ مصر في زمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هم من ابتكر هذا العلم وأسموه علم هيئة التحرير، وهو ذو الألوان الثلاثة الاحمر والأبيض والأسود، وظهر لأول مرة في أثناء الاحتفال بمرور ستة أشهر على ثورة يوليو 1952م في مصر، مع إضافة نسر صلاح الدين في وسطه واتُّخذ شعارًا وعلما لجمهورية مصر، ثم اعتمدته الدول العربية المتحررة من الاستعمار كعلم لها مع بعض الإضافات في وسطه ليرمز التي ترمز لكل دولة على حدة.

واعتمد بعد وحدة مصر وسوريا في 1958م واستبدل النسر بنجمتين خماسيتين خضراوتين في الوسط (سوريا تستخدمه حاليا علما لها)، واعتمدته العراق والسودان ونحن في اليمن بشطريه وحتى الآن، وكل دولة كانت فقط تعمل في وسطه بعض الإضافات التي تميزها؛ كالنجمة او النجمتين أو الثلاث نجمات او مثلث او نسر او صقر.. وهكذا.

ومعاني ألوان العلم:
الأحمر في الأعلى، وهو لون التوهج، وهو أقوى الألوان وأكثرها تعبيراً عن القوة والأمل والإشراق والتقدم، كما يرمز إلى دماء الشهداء.
الأبيض في المنتصف: لون يعبر عن النقاء و الصفاء.
الأسود في الأسفل: يعبر عن عصور التخلف و الاستبداد والاستعمار، والتي ولت بغير رجعة وهي لتذكير الأجيال بهذه الأيام الصعبة التي ناضل فيها الأجداد ضد الظلم والظالمين.

في الاخير؛ لا أجد سببا مقنعا لهذه الهستيريا العجيبة التي يبديها محازبو الانتقالي والبعض من الحراكيين بسب أن المتظاهرين المبتهجين بفوز منتخب أشبال اليمن الوطني رفعوا هذا العلم، كما وأستغرب كثيرا إنكارهم لهويتهم اليمنية.. والحقيقة أكره أن أقول أنهم إنما تم تحرضيهم لفعل ذلك لأسباب في بطن الإحتلال الإماراتي والسعودي أيضا (ولعلي اتناول هذا الموضوع الحساس لاحقا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى