الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

معركة مأرب تدخل مرحلة الحسم متجاوزةً فرضية التفاوض.. تطورات متسارعة لصالح الحوثيين

حيروت – خاص

دخلت معركة مأرب بين قوات الرئيس هادي وقوات الحوثي، مرحلة متقدمة من احتمال تحقيق انتصار عسكري لصالح الحوثيين، متجاوزةً المرحلة السابقة التي كانت تذهب بالتوقعات إلى فرضية أن تكون المدينة ورقة مفاوضات مرتقبة يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ.

وذكرت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري”، أن قوات الحوثي تمكنت أمس، بعد معارك عنيفة استمرّت عدّة أيام، من إسقاط نقطة الفلج الواقعة عند البوابة الجنوبية لمدينة مأرب.

ويُعد اسقاط هذه النقطة بحسب مراقبون، انطلاقة لعملية عسكرية واسعة صوب المدينة، وهو ما من شأنه اتساع الهلال العسكري الذي بات يفرضه الحوثيون على مدينة مأرب.

وتسبب اقتراب خطوط التماس من بعضها في إرباك مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، بسبب عجزها عن تمييز خصومها الحوثيين على الأرض، وهو ما جعل هامش الخطأ في الضربات الجوية مرتفعاً إلى درجة غير مسبوقة.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري”، عن غارة جوية خاطئة لمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، استهدفت دورية عسكرية لقوات هادي في الأطراف الجنوبية لمأرب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لم يعرف عددهم.

وجاءت هذه التطورات وسط شكوى حكومة هادي من عدم التكافؤ في السلاح مع الحوثيين، وتراجع الجدوى من ضربات التحالف السعودي الإماراتي.

وتشكو قوات هادي من عدم تكافؤ المعركة، وخصوصاً في ما يتعلق بالسلاح النوعي مقارنة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تعتمد عليها جماعة الحوثيين بدرجة أساسية في قلب موازين القوى.

وقال مصدر عسكري في قوات هادي إن الضربات الجوية المكثفة لم تعد مجدية في الوقت الراهن، مع كثرة الأنساق البشرية المهاجمة من قبل الحوثيين، والذين يتسللون إلى الجبال بأقدامهم ويصعب استهدافهم بغارات جوية متواصلة، خلافاً للهجوم الذي كان يتم في مناطق مكشوفة عبر دوريات وآليات عسكرية.

وتأتي هذه المستجدات مع سقوط قادة من الصف الأول في قوات هادي، أبرزهم رئيس هيئة العمليات الحربية في وزارة الدفاع، اللواء الركن ناصر الذيباني. فيما شكّل احتدام المعارك خلال الأسبوع الحالي، عملية استنزاف بشرية واسعة للمقاتلين من الطرفين، بحسب مصادر محلية.

ولم تكشف وزارة الدفاع في حكومة هادي في بيان نعيها للذيباني، عن حجم الخسائر في صفوفها من باقي الضباط، لكن مصادر عسكرية أكدت أن الأخير قُتل، ومعه عدد من رفاقه الذين يحملون رتباً رفيعة، ومع المتوقع تشييعهم في جنازة عسكرية رسمية داخل مدينة مأرب خلال اليومين المقبلين.

ووفقاً لمصدر عسكري فإن الذيباني كان يتقدم المعارك في جبل البلق، ويشرف بشكل مباشر على سير المواجهات على الرغم من الكثافة النارية لجماعة الحوثيين واستهداف تحصينات قواته بالصواريخ البالستية.

والذيباني، هو أرفع مسؤول عسكري في صفوف القوات الحكومية، يُعلن مقتله منذ مقتل اللواء أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة، أواخر مارس الماضي.

انسانياً، أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، نقل مخيم الرحمة الذي يضم نحو 200 أسرة من مديرية مأرب الوادي إلى مناطق أكثر أماناً، بسبب اقتراب خطوط المواجهات، حيث أفادت مصادر محلية سماع دوي الانفجارات والاشتباكات بوضوح إلى داخل المدينة.

وفي الشأن الدبلوماسي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمس، عقد مباحثات مع مسؤولين عمانيين ويمنيين بينهم كبير مفاوضي جماعة الحوثيين محمد عبد السلام، في العاصمة مسقط، لبحث عقد حوار سياسي بهدف التوصل إلى حل للأزمة اليمنية.

وقال مكتب غروندبرغ في تغريدة على “تويتر”، إن الأخير زار مسقط “حيث التقى كبار المسؤولين العمانيين، وكبير مفاوضي أنصار الله (جماعة الحوثيين) محمد عبد السلام”، مشيراً كذلك إلى أنه التقى ممثلين سياسيين يمنيين، دون تحديدهم.

وأوضح المبعوث الأممي أنه “ناقش سبل تهدئة العنف في ‎اليمن وبدء حوار سياسي يهدف للتوصل إلى تسوية جامعة وشاملة”، من دون أن يحدد مدة زيارته لمسقط.

ومع انهيار بعض التحصينات الدفاعية الرئيسية في جبال البلق الشرقي، يرى مراقبون، أن قوات هادي تبدو في مأزق حقيقي، ما جعلها تدفع بقادة الصف الأول إلى الخطوط الأمامية للمعركة من أجل ردع الهجمات والأنساق الحوثية، وهو الأمر الذي سينعكس اجمالاً على استنزاف قياداتها ويتسبب في انهيار المعنويات في صفوفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى