الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

جواس: القاسم المشترك بين جميع المظاهرات في المحافظات الجنوبية هو الهتاف ضد “التحالف”

حيروت – متابعات

في حوار صحفي مع موقع “الأحقاف نيوز”، اعتبر عضو المكتب السياسي، رئيس الدائرة القانونية لمجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، ورئيس نقابة المحامين بحضرموت، الأستاذ سامي جواس؛ أن القاسم المشترك بين المظاهرات في المحافظات الجنوبية، هو الهتاف ضد “التحالف”؛ وقد جاء الحوار كالتالي.

أهلاً بك أستاذ جواس، وشكراً لتكرمك بقبول دعوتنا. نبدأ بالحدث الأسخن على الساحة، وموجة الاحتجاجات الشديدة والغاضبة التي عمت المكلا وبعض مدن حضرموت الأخرى، وكذلك عدن وبقية مناطق الجنوب المنددة والرافضة لـ”التحالف” وأدواته المحلية.. أسبابها ودوافعها ومآلاتها المحتملة، وهل هناك قوى ما تقف خلفها؟

– هذه الاحتجاجات ليست جديدة وهي مجموعة تراكمات، فحالة عدم الاستقرار واعتماد (الشرعية) على قوى العدوان أدت الى خنق الجنوب من جميع النواحي، السياسية والاقتصادية والاجتماعية..الخ، إلا أن الحراك الشعبي السابق لم ينضج بعد، أما الآن فقد تهيأت الظروف، خصوصاً أن مؤسسات (الشرعية) بدأت تهتري، فلا رئاسة موجودة ولا حكومة متواجدة ولا مجلس نواب ولا أي مظهر من مظاهر الدولة، فلا قضاء ولا نيابة ولا أي مظهر آخر، وجميع هذه المؤسسات آيلة الى التآكل التام والتحلل النهائي والكامل، وقد تتعرض البلد للتفتت وكل منطقة تحكمها عصابة أو أمير حرب. واذا قمنا بتحليل موجة الاحتجاج الحالية فسوف نأخذ كل حالة على حدة، ففي المهرة مثلاً كانت حركة الاحتجاج بزعامة الشيخ علي سالم الحريزي، ومنذ البدء أهدافها واضحة ومحددة وهم ضد العدوان، أما في عدن فالأمور كلها متشابكة، فحكم (هادي) مع حكم الانتقالي مع حكم الإصلاح مع حكم السلفيين مع حكم الإمارات، فشكل ذلك خليط غير متجانس وتكوّن كانتونات داخل عدن وكل كانتون يحكم نفسه، ولا مستقبل لأي جهة تكون رهينة للتوجيهات الخارجية وليس بيدها قرارها السيادي، مما أدى الى فشل ذريع، وفشل الانتقالي المحكوم من قبل الإمارات في تلبية احتجاج الناس، وهذا يظهر في نوع شعارات المحتجين في عدن، أما بالنسبة لحضرموت وبحكم بعدها عن حالة الحرب واعتقاد أهلها أنهم يشكلون حالة خاصة، فنجد ان وطأة الضغط المعيشي والتدهور الحاصل أقل من باقي مناطق الجنوب الأخرى، إلا انه خلال الأيام السابقة قد أشتد ووصل الناس الى درجة الانفجار، ومرد ذلك الى حالة اليأس من الواقع وانقطاع الأمل من أمكانية الإصلاح، حتى لو قرروا تغيير المحافظ أو المدراء فليس هناك أي أمل في اصلاح ما تخرب لأن المؤسسات كما قلنا مهترئة، والنتيجة الحتمية هي السقوط الكامل لكل منظومة وإعادة بنائها بنظام جديد وبالطبع ليس نظام ما يسمى بالشرعية.

هل تعتقد بوجود قوى سياسية تقف خلف موجة هذه الاحتجاجات؟ لأنه لو لاحظنا شعارات مظاهرات عدن نجدها تندد بالتحالف والانتقالي ولم تتعرض (للشرعية)، وفي حضرموت المظاهرات تندد بالتحالف و(الشرعية) ولم تتعرض للانتقالي؟

– لو تلاحظ ستجد أن الرابط الأكبر أو القاسم المشترك بين مظاهرات عدن والمكلا والشحر وغيرها هو الهتاف ضد التحالف، فلا يمكن الانتقالي أن ييسّر مظاهرات ضد التحالف الذي هو جزء منه وتقديم خدمة جليلة لأنصار الله، والحال كذلك ينطبق على (الشرعية) ومكوناتها والتي هي دعامة التحالف الأساسية وعدوة الأنصار، ولا يمكن لأي مكون سياسي موجود الآن بالجنوب أن يكون له دخل فيما يجري فهذه الشعارات ليست شعاراتهم، إذن فهي مظاهرات بإرادة شعبية خالصة ولا لأي من مكونات الجنوب دخل فيها.

وما رأيك القانوني في حالة الحظر التي فرضها محافظ حضرموت وتبريره الغير منطقي لذلك بأنه لمواجهة الخطر الحوثي؟

– سبق وأن فرض محافظ حضرموت حالة الطوارئ بالمحافظة، وفي هذا خرق دستوري واضح، ففرض حالة الطوارئ من عدمها هو اختصاص مجلس النواب، ويبدو أنه قد تنبه لذلك الآن ويستعاض عنه بفرض حظر التجول الليلي. والواضح أن محافظ حضرموت قد أثار حفيظته انقلاب المزاج الشعبي بالكامل عما كان قبل خمس سنوات، فقرر بشكل ضمني قمع هذه التحركات الشعبية بشكل أو بآخر.

وماذا عن حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي؟
– ليس له أي حق في فرض حالة الطوارئ أو الحظر أو إعطاء أي من مؤسسات الدولة أي توجيهات، فهو جزء من حكومة (هادي) بحسب اتفاق الرياض، وما دامت كذلك ينطبق عليه قانون (حكومة هادي)، ثم بأي صفة يصدر ذلك؟ ليس له أي صفة قانونية تخوله ذلك.

أنتم كمجلس وطني للإنقاذ هل لكم دور فيما يعتمل في الشارع اليوم، خصوصاً ان الشعارات تتماهى بما جاء في أدبيات مجلسكم؟

– نحن كمجلس إنقاذ قام أصلاً على مبدأ إنقاذ اليمن العدوان، ونحن عملنا ولازلنا نعمل بخطى حثيثة لضم أكبر قدر ممكن من التيارات السياسية الموجودة لتكوين جبهة في مواجهة العدوان، تيارات من جميع أنحاء اليمن وليس من الجنوب فقط، وللمجلس قياداته ورموزه المعروفة وعلى رأسهم الشيخ علي سالم الحريزي وموقفه وتصريحاته المعروفة هي تعبر عن توجه المجلس عموماً، ونحن نسعى لإقامة نظام أو عهد جديد يقوم على أساس عقد سياسي واجتماعي وثقافي وقانوني جديد على مبدأ: استقلال سيادة كرامة حرية في محور المقاومة.

دأب إعلام ومواقع مجلسكم على وصف الشيخ المناضل علي سالم الحريزي بأنه مرجعية المجلس، بينما لاحظنا أن مواقعكم تصفه بزعيم المجلس، ما الذي استجد؟

– الشيخ علي سالم الحريزي هو مؤسس حراك المهرة، وهو أول حراك جنوبي مناهض للاحتلال، وهو من مؤسسي المجلس ومرجعيته الأولى واعتقد انه لا يوجد فرق بين المرجعية والزعامة.

سؤال آخر ينبثق عن السؤال السابق: ما سر تصاعد حدة نبرة المواجهة مع السعودية في تصريحات الشيخ علي سالم الحريزي السابقة، حتى أنه دعا صراحة الى اعتماد الكفاح المسلح وسيلة لطرد الاحتلال السعودي من المهرة ومن الجنوب عامة؟

– تصريحات الشيخ الحريزي الأخيرة هي نفس تصريحاته السابقة من حيث المضمون، وقد تكون تخصصت أكثر في الفترة الأخيرة لحصول بعض التطورات في المهرة، اما أنها تصريحات جديدة فهي ليس جديدة، وقد قال منذ اليوم الأول أنه سيحمل السلاح لمقاومة الاحتلال.

أنتم كمجلس إنقاذ هل تملكون رؤية متكاملة للحل والخروج من هذه الدوامة التي تعصف بالبلد وما هي رؤيتكم لشكل الدولة المستقبلية التي تطالبون بإقامتها؟

– تناولت أدبيات مجلسنا هذه النقطة الجوهرية ولا ضير من تلخيص ذلك في الآتي: نحن نسعى لإقامة حوار حقيقي مع كافة المكونات والتيارات السياسية الموجودة في البلد، حوار يمني خالص بدون أي تدخل خارجي، أملاً في الوصول الى عقد جديد يقوم على أساس بناء دولة قوية مستقلة وكاملة السيادة ورفض كل أشكال التبعية، هذا العقد سيكفله دستور جديد يوفر كل الضمانات لتحقيق هذا العقد الذي تحدثت عنه أعلاه، أما شكل الدولة المستقبلية فسوف يرسم ملامحها أيضاً هذا الدستور الجديد وما توافق عليه اليمنيون فنحن جزء منه.

سؤال أخير: إضافة إلى نشاطكم السياسي فأنتم وبحكم تخصصكم محامي معروف وترأسون نقابة المحامين في حضرموت، فهل هذا الكيان المهم كيان مسيّس أم كيان مهني بحت؟ وفي حالة أنه كيان مسيّس فأي طرف سياسي يهيمن عليه؟

– لا طبعاً هي نقابة مهنية بحتة وليست تابعة للدولة، وكل نقابات المحامين في العالم يفترض أن تكون كذلك، فالمحامي ليس موظف لدى الدولة، ونقابة المحاميين هي العمود الفقري لكل منظمات المجتمع المدني، ويُفترض ان تكون كذلك أيضاً بعض المنظمات الأخرى كنقابة الصحفيين مثلاً، نعم في بعض بلدان تكون هذه النقابات تابعة للدولة وهذا خطأ كبير، ولكن ليس هنا المشكلة، المشكلة هي في الممارسة، فالقضاء مثلاً هيكل مستقبل بحسب الدستور، لذلك فالشخص المهني إذا لم يكن شجاع وفاهم لنصوص القانون فهو الذي يخل بهذه الاستقلالية.

ختاماً ما هي توقعاتكم لمآلات الوضع الراهن، وما هو المخرج من هذه الدوامة، خصوصاً في ظل تغيير مبعوث دولي جديد وطرح المبادرة العمانية وفي ظل التغيّر المستمر للوضع في الميادين والجبهات وتقدم أنصار الله نحو مأرب وفي عدة جبهات أخرى، إضافة الى ما يعتمل في الشارع الجنوبي من غليان؟

– معروف عن السياسات الامريكية – وهي التي تدير الحرب على اليمن – لا تلجأ الى التفاوض إلا بعد أن تتيقن أنه ليس بمقدورها أن تحقق أهدافها بالحرب، لذلك تلتف وتحاول أن تحقق تلك الأهداف على طاولة المفاوضات، وبعض أطراف في بعض حالات تتعب من الحرب وتصبح منهكة وتقبل بأي حل، ولكن الواضح أن أنصار الله ترفض مثل هكذا حلول، كونها حققت العديد من المكاسب على الأرض، والمؤسف أن الأطراف الجنوبية ومكونات ما يسمى (بالشرعية) ليس لديهم أي رؤية لما بعد نتيجة الحرب الحتمية، وهي اندحار التحالف بالقوة أو ضمن أي تسوية تحفظ لهم ماء وجوههم مع الأنصار، خصوصاً ان الشرعية أصبحت في حالة موت سريري وما عادت لديها القدرة حتى على إدارة الوضع السيء الحالي فما بالك بمحاولة ترميمه أو إصلاحه، يقودها التحالف بشكل أعمى، وما بعد الانهيار الكامل لمنظومة التحالف الوشيك، فالوضع سيكون مخيفاً لهذه الأطراف المنخرطة مع العدوان، وستُترك وجهاً لوجه في مواجهة أنصار الله، وأما أن يتفتت اليمن ويتحول الى كانتونات متحاربة كما يريد له العدوان، أو أن يمتد نفوذ أنصار الله إلى بقية المناطق المحتلة ويملئون الفراغ، إذن ما على الأطراف اليمنية المنخرطة مع العدوان إلا أن تعي هذه المتغيرات لتجنب نفسها المصير الحتمي السيء الوشيك.

شكراً أستاذ جواس لإعطائنا هذا الوقت، وفادتنا بهذه القراءة المعمقة والمستفيضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى