مقالات

مفاوضات اتفاق الرياض… هل تُـحيي عظامه وهي رميم؟ بقلم| صلاح السقلدي

بقلم| صلاح السقلدي

لم يعد لدى وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الموجود في الرياض ما يقدمه للسعودية من تنازلات، ولا لهذه الأخيرة رغبة بتلبية مطالبه حتى تلك المتعلقة ببنود اتفاق الرياض المرتعش، خصوصا فيما يتعلق بمطالبه أي الانتقالي بشأن محافظة شبوة التي يحكم حزب الاصلاح باسم الشرعية السيطرة على معظم مديرياتها والتي يطالب الانتقالي من السعودية ارغام الإصلاح على الكف عن تعسفاته بحق نشطاء المجلس وكل المناوئين له فيها ، ورفع يده العسكرية والأمنية من قمع التظاهرات الشعبية المطالبة بتوفير الخدمات والوظائف والأمن بهذه المحافظة. فنحن إذاً إزاء مفاوضات تكرر نفسها عند كل جولة تفاوض، وتعيد نقاش حول بنود اتفاق لا تحتاج لتنفيذها سوى نوايا صادقة، بمعنى اوضح نحن إزاء مفاوضات الباب الدوار، ونحن نشعر معه بحالة غثيان ودوار.

فالسعودية مثلها مثل هذه المسماة بالشرعية او بالاصح حزب الاصلاح ترى في شبوة اهمية جغرافية غاية بالأهمية- كخاصرة دسمة للجنوب- يجب قصمها نصفين لسهولة ابتلاعها ،وأهمية اقتصادية وسياسية، سعودية مُحرمة على الانتقالي وعلى غير الانتقالي من القوى الرافضة للمشروع المريب المسمى جزافا بـ- الدولة الاتحادية- فشبوة من منظور الأطماع السعودية هي مفتاح ذلك المشروع الذي تم نسج خيوطه خلسة باشراف امريكي على منوال المصالح السعودية تحت سقف فندق موفنبيك عام 2014م، فمثل هكذا مخطط إن تم تمريره سيعني بالضرورة تقاسم الجنوب والسيطرة على ما فوق ثراه وما تحته بين السعودية وامريكا ومعهما حزب الاصلاح وبعض القوى والشخصيات المكتسبة.

فهذا المخطط المسمى بدولة الستة الأقاليم يهدف سعوديا وأمريكا واصلاحيا إلى شطر الجنوب الى قسمين لفصل عدن عن المكلا بعد أن تقاطعت المصالح هناك، بقوة الحديد والنار عسكريا وسياسيا واقتصاديا لعزل شرقه الثري- المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى، عن غربه الفقير المسلح. والهيمنة على مقدراته الطائلة ومنافذه وجزره الاستراتيجية وعلى قراره السياسي ودفن قضيته الوطنية تحت رمال خديعة الدولة الاتحادية وكثبان اكذوبة الأمن القومي العربي.

ولهذا نرى الرياض ومن خلفها واشنطن تفرض فيتو على الانتقالي وعلى غير الانتقالي من القوى الجنوبية الحية أي تقدم شرقا نحو منابع النفط والثروة والمنافذ، كما تمنع القوات المسماة بالجيش الوطني من التوجه صوب عدن لإنجاح طبخة هذا المخطط. فهي أي السعودية من قرابة ثلاثة اعوام على الاقل تعمل بدأب على تحقيق غاياتها المثيرة للتوجس، وقد شرعت من محافظة المهرة التي أضحت محافظة سعودية غير معلنة بعد أن طردت منها القوات الإماراتية لتكون نافذتها النفطية على بحر العرب ومنطقة نفوذ حيوية تعوضها عما فقدته في شمال اليمن،، فضلا عن اتخاذها من هذه المحافظة كنقطة متقدمة بوجه سلطنة عمان التي ترى فيها خصما غير معلن.

وعطفا على هذه الحقائق سيجد فريق المجلس الانتقالي المفاوض في الرياض نفسه يحرث في بحر من الخديعة وهو يستجدي موقف سعودي حازم بوجه الاصلاح في شبوة وسيئون وحتى المهرة، فمنع أي وجود للانتقالي في هذه المحافظات هي رغبة سعودية قبل ان تكون رغبة اصلاحية. فاتفاق الرياض يراد له من يومه الأول أن يقوم بمهمة طارئة ليس أكثر، وهي نزع فتيل التوتر في ابين وحسب، ما دون ذلك من البنود المتعلقة بمساراته الثلاثة: الأمني- العسكري والسياسي، والاقتصادي يراد لها أن تظل حبر على ورق لحاجة هي في نفس الرياض والحكومة اليمنية الموالية لها، القابعة بفنادقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى