الأخبارمقالات

عبدالله بن عفرار في الرياض .. هل هو استدعاء ، أم زيارة طبيعية بدعوة ؟ بقلم / سهيل سرور

بقلم / سهيل سرور بن ثوعار

من واقع ما عشناه في الفترات الماضية صرنا نجزم (في الغالب) أن الزيارات إلى السعودية لبعض المسؤولين والشخصيات اليمنية هي أقرب إلى الاستدعاء ، وهم للأسف بين مُستجيب للضغوط والإملاءات ثم يُصَوّر لنا أنه بطلا هُمام ، و يعود بيننا ليخيط في الهواء قمصان ، وبين مُتَحَفظ يُتَحفظ عليه إلى حين حتى يرضخ ،أو مغلوب على أمره يُخرص نهائيا ويخرج من اللعبة !

وليس على هذا الإنطباع المسبق فقط نقيّم زيارة الشيخ عبدالله هذه ، وإنما نُشفعُ “الظن” بشيئ من التحليل المنطقي بالقرائن لأن (بعض الظن إثم ) :

نعود إلى الأحداث والوقائع التي تتزامن مع هذه الزيارة ، والتي سبقتها :

أولا : حينما تقوم أي شخصية اجتماعية لها صفة اعتبارية في الشأن العام بزيارة رسمية (ممثلة) إلى دولة صديقة أو منظمة دولية للتحصل على دعم ومساندة؛ فإن الزيارة تكون معلنة، ومحددة البرامج وجدول الأعمال ولا تكون خلسة وفجائية !
فمتى سافر ؟! ولماذا سافر ؟! وما هو جدول أعمال هذه الزيارة ؟! ثم (عرض النتائج أول بأول )!!! هذا ما يجب أن يكون متاحا وواضحا للجميع ما دام التمثيل عاما ويصب في مصلحة أبناء المهرة وسقطرى ويخدم قضيتهم العامة كما يُروج للزيارة .

ثانيا : نعلم جميعا الوضع الحرج الذي يمر به التحالف العربي خاصة السعودية ؛ جرّاء تغيّر السياسات الأمريكا في المنطقة، وتدهور ملفها الحقوقي ، وصعوبة أوضاعها الاقتصادية، وضغط الحوثي على الشرعية في مأرب ، وضرباته المتتالية الموجعة التي تصل عمقها ، وخيانة الانتقالي لها الآن ، والحرج الذي منيت به أمام المجتمع الدولي و العالم من فشل عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل !!!

كل هذا يُشعر السعودية بالخسارة وخيبة الأمل ، وفقدان نفوذها في المين بشكل تدريجي ، خاصة ما كانت تخطط له في المهرة ! ولعل الاستدعاء سوف يكون هذا موضوعه الرئيسي : الضغط على بن عفرار لفعل شيء على الأرض لضمان بقاء مصالح السعودية في المهرة في حال حدثت أي تسويات في اليمن خاصة الآن مع ظهور رغبة أكيدة للمجتمع الدولي لإنهاء الحرب و دور التحالف المباشر على الأرض .. هي فكرة وجود الوكيل كالعادة الذي ينفذ عبره الأجندات ، وربما هذه تكون فرصة الشيخ الأخيرة ، كونه فشل في السيطرة على المهرة عبر الانتقالي ، وكون الانتقالي ليس بالخيار الأفضل ، وكون القوة التي باتت مؤثرة على الأرض هي المعارضة المهرية، التي لم تقبل إملاءات التحالف ، ولن تساوم أو تفرط في شيء من حقوق المهرة للسعودية على ما هي عليه الآن !!

يقول بعض الإعلاميين المحسوبين على الشيخ عبدالله، أن الزيارة بدعوة من المملكة العربية، ويقدرونها في سياق بحث الحلول للأوضاع الراهنة خاصة بين الشرعية والانتقالي أو مسألة التسويات (لأن لا أحد منهم يعلم حقيقة عن هذه الزيارة شيئا عدا الشكل الذي ظهر في الصور ) والحقيقة أن الشيخ عبدالله لم يكن طرفا في اتفاق الرياض ولا أي مشاورات ولا تسويات سابقة متعلقه به ، وبالتالي من المستبعد أن تكون الزيارة في هذا الموضوع !

ولهذا نُرجح أن تكون الزيارة استدعاء عاجلا لأمر يُدبر في المهرة، و يُراد فرضه فرضا لاستباق أي تسويات ، وهذا هو مبدأ العنجهية الدارج في التعامل مع الأتباع من قبل التحالف ، ومن يظن أنه يستطيع أن يقول (وماذا عني ) في مثل هذا الوضع الضيق ، فهو واهم !

من لديه ما يمكن أن يبدد هذه الشكوك، ويدفع هذا الواقع ببواقع حقيقي مغاير ؛ فليتكرم بإفادتنا وله الشكر الجزيل لأننا لا نتمنى أن يصل الحال إلى هذه الدرجة من التسليم والتفريط ولأننا نعتقد أن مصالح المهرة يجب أن تعلو ولا يعلا عليها مهما كانت الظروف والأحوال والضغوط !!!

لذا شدوا الأحزمة ، لأن هناك مطبات هوائية غير متوقعه قد تظهر فجأة !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى