تقارير وتحليلات

هل هناك حل لمعضلة “ادلب” ؟!

كتب ألكسندر خارالوجسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، عن الحل المؤقت الممكن لمعضلة إدلب، مع افتراض قبول دمشق ببقاء جيب بيد المسلحين المعادين لها.

وجاء في المقال: المحادثات المقررة بين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان، اليوم الـ 5 من مارس، تعطي الأمل في إنهاء المرحلة الأكثر حدة على الأقل من المواجهة في إدلب السورية.

بتورطها في المعارك في سوريا، تكبدت أنقرة خسائر كبيرة، والأهم بالنسبة لها الآن، الخروج من العمليات القتالية بأقل خسارة ممكنة لماء الوجه. ينطبق هذا بشكل خاص على أردوغان شخصيا، الذي لم يكن لديه مؤخرا ما يفخر به على الإطلاق، سواء على الجبهة السياسية أم الاقتصادية الداخلية. وإذا أضيفت إلى ذلك حرب صغيرة، ولكن غير مظفرة، فقد تنتهي الأمور بالنسبة للرئيس بشكل سيء للغاية. فهو، من ناحية، يدرك أن المزيد من التصعيد محفوف بتضحيات أكبر، ومن ناحية أخرى، لم يعد بإمكانه التوقف.

بالنسبة لروسيا، من الواضح أن المطالب التي طرحها الأتراك “للتنحي” من طريقها وسحب قواتهم من سوريا غير مقبولة على الإطلاق. هذا يعني انهيارا كاملا لسياسة موسكو كلها، ليس فقط في سوريا، إنما في الشرق الأوسط ككل.

يتمثل الحل الوسيط في نقل الوضع إلى مستوى يحصل فيه كل جانب على ما له من دون معارك كبيرة ومجابهات مباشرة، ومن دون الإعلان عن التنازلات المقدمة للتوصل إلى اتفاقات و”المكافآت” التي تم الحصول عليها مقابلها.

في هذه الحالة، سيتعين على تركيا أن تقرر ما هو أكثر أهمية بالنسبة لها: حل المشكلات مع الأكراد أم دعم عصابات “المعارضة” المناهضة للأسد. من الواضح أنه سيكون على دمشق أن تتصالح لبعض الوقت مع وجود آخر جيوب أعدائها غير المهادنين، من دون محاولة القضاء عليهم تماما. ويمكنها، من أجل تحقيق هذه الإمكانية، السيطرة على الطريقين السريعين M-4 وM-5، الشروع في بناء الاقتصاد والبنية التحتية، حيث يمكن القيام بذلك. من المهم بالنسبة لروسيا، بعد الصمود أمام عناد أردوغان، أن لا تتخلى عن مصالحها، ولا تقلل من وجودها وأهميتها في المنطقة، وأن تعمل مرة أخرى بوصفها اللاعب الأكثر توازناً وحكمة في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى