غير مصنف

مجرد وجهة نظر !!

بقلم / حسين زيد بن يحيى

تفاعلا و استجابة مع دعوة رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط بعقد لقاء لمجلسي الشورى والنواب لمناقشة (القضية الجنوبية) أسبابها ورؤية الحل … أتقدم بوجهة النظر هذه واتمنى ان اكون مصيبا فيها .

بداية كل مهتم بشأن السياسي اليمني يعلم بالضرورة ان مصطلح ( القضية الجنوبية ) لم يكن معروفا ومتداولا في الشارع السياسي اليمني قبل حرب صيف 1994 .. حيث ان شعبنا اليمني كان موحدا في كل المراحل التاريخية حتى في ظل مرحلة الاحتلال البريطاني وفي ظل حكم السلطنات والمشيخات والإمارات التي حكمت في الجنوب لم يكن هناك إشكالية في مسألة الهوية الوطنية اليمنية .. حيث كان المواطنين يتحركون من تهامة غربا إلى المهره شرقا بحرية وسلاسه كمواطنين يمنيين .. مثال بسيط على واحدية الشعب اليمني ونموذجا لها في السلطنة الفضلية / محافظة أبين كان رئيس المحكمة العليا في السلطنة الفضلية القاضي عبدالكريم العنسي من ذمار ورئيس محكمة مديرية الوضيع في السلطنة الفضلية القاضي الحكيمي من تعز .. ولان الاحتلال البريطاني تقوم سياسة على فلسفة (فرق تسد) حاول طرح مشروعه الكولنيالي الاستعماري المعروف (الجنوب العربي) واسقطته ومجلسه التشريعي جماهير الجنوب حينها تأكيدا منهم لاصالة انتمائهم لهويتهم اليمنية الايمانية .. وهكذا انطلقت ثورة 14 اكتوبر بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل .. وتحقق الاستقلال وتم اعلان الدولة اليمنية الجنوبية .. وتواصل نضال شعبنا اليمني شمالا وجنوبا لتحقيق الوحدة والذي أنجز في 22 مايو 1990 … لكن عدم جدية القوى السياسية الموقعة على وثيقة الوحدة وانتهازيتها (المؤتمر الشعبي العام + الحزب الاشتراكي ) دفعها إلى الذهاب إلى أزمة سياسية حادة وبدلا من الجلوس في الإطار الوطني لحلها ذهبت الأطراف المتصارعة إلى اتفاق عمان / الاردن بمشاركة خارجية إقليمية ودولية و الذي قاد بالنتيجة النهائية إلى حرب صيف 1994 .

للأسف أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 1994 مارسوا سياسات عدائية ضد أبناء الجنوب كمواطنين بدلا من اكتفاء المنتصر بهزيمة الحزب الاشتراكي اليمني خصمه السياسي .. تلك الممارسات والسلوكيات ابرزت للمشهد السياسي اليمني مصطلح (القضية الجنوبية) .

انطلاقا من ذلك فإن أي معالجة للمظلومية الجنوبية في تصورنا يجب ان تبدأ بتجريم حرب وتكفير الجنوب صيف 1994 و على الشكل التالي : –

1 – تجريم حرب صيف 1994 وكل ما ترتب عليها لصالح المنتصر وكل من شارك فيها من الطرفين .

2 – الحراك الجنوبي المطالب بالتحرير والاستقلال من الوصاية السعودية الأمريكية ممثلا بنظام صنعاء السابق حينها والرافض للمبادرة الخليجية وحوارها المشؤوم هو الحامل السياسي للقضية الجنوبية .

3 – ما تلى حرب وتكفير الجنوب صيف 1994 بالنتيجة صدم الوعي الجمعي الوحدوي الجنوبي ولذلك أمراء الحرب هم من أزاح الجنوب والجنوبيين من مربع الوحدة وهم بتالي من يتحمل تبعات ثقافة الكراهية جنوبا .

4 – ثورة 21 سبتمبر 2014 الذي أسقطت أمراء حرب و تكفير الجنوب وبدأت في إيجاد معالجات جدية للحل العادل للقضية الجنوبية واعادة الاعتبار للشراكة الوطنية الجنوبية لكن جاء العدوان السعودي الأمريكي للحيلولة دون استكمال إجراءات معالجة كل مترتبات الحرب على الجنوب صيف 1994 واضطر ثورة 21 سبتمبر للتحالف مع طرف من أمراء حرب وتكفير 1994 مما هز مصداقيتها جنوبا .

5 – شعبنا اليمني العظيم الذي يخوض معركة التحرير والاستقلال بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عليه أن يبعث إلى شركائنا في معركة التحرير والاستقلال الجنوبيين بإشارات واضحه ومطمئنه انه بعد النصر سنجلس معا كيمنيين ثوار أحرار انداد لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية .

6 – ومن أبرز مقدمات طمأنة الشريك الجنوبي في الوحدة أن تقوم السلطة الثورية بصنعاء بإصدار قوانين لتصفية ما فرضه المنتصر لنفسه بعد حرب صيف 1994 وفي مقدمتها إعادة كل مانهب من أملاك الدولة او الأفراد في المحافظات الجنوبية .

…. وكوننا من قيادات الثورة والحراك الجنوبي نرى انه لابد من اطلاق مصفوفة آليات تقود للذهاب نحو الحل العادل للقضية الجنوبية من خلال إصدار القوانين والتشريعات والقرارات التي تطمئن الشريك الجنوبي في الوحدة وعلى سبيل المثال : –

1 – إصدار قانون الحكم المحلي الكامل الصلاحيات الذي يشكل مدخلا نحو إعادة السلطة إلى مواطني كل إطار جغرافي من محافظات الجمهورية اليمنية .

2 – إصدار إعلان سياسي يلغي كل ما ترتب للمنتصر في حرب صيف 1994 .

3 – إلزام كل من شارك في حرب و تكفير الجنوب صيف 1994 بالاعتذار سواء كانوا أفراد او احزاب او مؤسسات .

4 – إصدار قانون يعتبر شهداء الحراك الجنوبي شهداء لثورة 21 سبتمبر ومعركة التحرير والاستقلال .

5 – إصدار إعلان سياسي يؤكد على رفض مبادرة الوصاية (المبادرة الخليجية) ومخرجات حوارها المشؤوم .. والدعوة إلى حوار وطني يمني دون أي تدخل إقليمي او خارجي وذلك بعد هزيمة العدوان السعودي الأمريكي واستكمال معركة التحرير والاستقلال .

رئيس ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي
اول مكونات الثورة والحراك الجنوبي (27 ابريل 2006)
محافظ محافظة أبين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى