مقالات

كل مبررات شن الحرب كاذبة! بقلم| نصر صالح

بقلم| نصر صالح

مبررات وشعارات شن الحرب على اليمن جميعها كاذبة وزائفة، ولن تجد حتى واحدة منها ربما يمكن أن يكون فيها نظر.

– يقولون: أنهم يشنون الحرب على اليمن لاستعادة الشرعية فيها ويقصدون رئاسة هادي، وهادي دستوريا لم يعد رئيسا منذ 20 فبراير 2014 بموجب «المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية» التي حددت ولايته بعامين اثنين فقط – كما هو معروف – واسمتها فترة انتقالية يعد خلالها لانتخابات رئيس جمهورية ثابت، وانتخابات مجلس النواب، ولإجراء تعديلات على بعض مواد الدستور لتتناسب مع تغيرات جديدة مطلوبة في سلطات الرئيس وأمور أخرى تتمثل بتنفيذ حصة اليمن من مخطط الشرق الأوسط الجديد بدون حرب. ولكن هادي لم يكمل ما أوكل إليه سوى تدمير صواريخ الدفاع الجوي وبعض الصواريخ الباليستية وقام بقليل من أمور «هيكلة الجيش»، فاقترحت له أحزاب المشترك عام إضافي لولايته من خارج المبادرة ليتمكن من تكملة المهام، وكان هذا العام انتهى في 20 فبراير 2015 وهو يوم فراره إلى عدن، أي قبل 34 يوما من شن الحرب.

– ويقولون أيضا: للقضاء على «انقلاب الحوثي»، والانقلاب – كما معرّف – لا يكون إلاّ من أحد أركان/ مكونات السلطة، وغالبا يكون من قبل القوات المسلحة للسلطة (الجيش)، والحوثيون كما يعرف الجميع لم يكونوا جزءا من السلطة أو من الجيش.

طيب، ولو افترضنا أن الحوثيين كانوا جزءا من السلطة وفي الجيش وانقلبوا، ما دخل دول الخارج في شئون داخلية للبلد؟، وهل يعقل أن يكون هذا سببا/ أو أحد الأسباب لتشن 17 دولة حربا شبه عالمية على البلد؟

– كذلك قالوا: أنهم شنوا الحرب بطلب من «الرئيس» هادي، علما ان اليمن لا تربطها بهم معاهدة دفاع مشترك. وقد «استدعاهم هادي» ليقوموا بشن الحرب على بلاده ضد أحد مكونات بلاده، وللعلم – وهذا مهم – فقد استدعى جيش «درع الجزيرة» لمجلس التعاون الخليجي الذي تتزعمه السعودية بعد مرور أربعة أيام على انتهاء ولايته الرئاسية بالضبط. ولكن، لو افترضنا جدلا ان هادي كان لا يزال في فترة ولايته، بل وأنه رئيس ثابت، فلا يحق له دستوريا فعل ذلك، فهذه خيانة عظمى. وحتى اتفاقيات الدفاع المشترك بين البلدان تصلح للتدخل العسكري لنصرة البلد عندما يتعرض لعدوان خارجي فقط، ونحن لم نتعرض لعدوان خارجي، وليس بيننا ودول مجلس التعاون الخليجي معاهدة دفاع مشترك.

– كذلك يقولون: أن الحوثيين «مليشيا»، علماٌ أن مصطلح المليشيا ليس معيبا، وليس في الأمر أي شيء خطير، لكنه أسلوب الفاشلين في الإيحاء للعامة أنهم تكوين خطير أو إرهابي. وكما هو معروف، فإن تعريف المليشيا أكاديميا: «المليشيا هم جماعة من المواطنين حملوا السلاح من خارج الجيش النظامي ضد ظلم أو عدوان خارجي».. ثم ما دخل الدول من وجود مليشيا في أي دولة أخرى طالما لم تعلن هذه الدولة الحرب عليها؟

– وقالوا إن الحوثي قام بمناورة عسكرية على الحدود مع المملكة ما استفزها واستدعاها لشن الحرب علينا، علما أن الجيش اليمني هو من قام بالمناورة بمشاركة مليشيات الحوثيين. وعلما فإن جيوش الدنيا كلها تجري مناوراتها العسكرية التدريبية في أطراف البلد بعيدا عن التجمعات السكانية. والمملكة ذاتها قامت بمناورة عسكرية ضخمة مع نخب عدة جيوش اخرى على حدودها الشمالية المتاخمة للعراق في 2016م ومرّت المسألة بصورة عادية، ولا اتذكر ان العراقيين صرخوا «وا إسلاماه»!

– ومرة يقولون إن الحوثي مجوسي، وفارسي، ومرة يقولون اثنى عشري، ومرة يقولون أن الحوثيين «روافض».. وعلى ذكر الروافض، فكما هو معلوم هم معارضون لحكم الأمويين قبل حوالي 1390 سنة، فهل هي حرب بني امية بأثر رجعي؟!!! وطبعا الحوثيون ليسوا مجوسا بل هم مسلمون أصيلون ومتشددون في إسلامهم، كما أنهم ليسوا فُرسا بل يمنيون أقحاح. أما إذا كانوا اثنى عشريين فماذا في هذا؟، لو صح أنهم كذلك. أنا – شخصيا – أعرف انهم زيود، ونحن والزيود نصلي معا في جامع واحد ونتزاوج من بعضنا البعض دون عوائق.. إن كل ما أعرفه عنهم انهم يسربلون عند القيام في الصلاة، ويضيفون «حيا على العمل» في الأذان.. وأي شيء آخر يعلمه المتضلعين في المسائل الطائفية عند الدول التي تحارب بلدنا، فلا أعتقد أنه يمكن ان يكون سببا أو احد أسباب شن حرب.

– ويقولون إن الحوثيين يزرعون ملايين الألغام في طرقات المواطنين، وقناصيهم يقتلون الأطفال والنساء، وفوق هذا فهم ينكلون بالمواطنين ويسجنونهم ظلما (يقولون يخطفونهم، وكأنهم جهة مجهولة أو طائر انقض من السماء).. وكأن الحوثيون يتركون العدو الغازي الذي أمامهم ويتفرغون لقنص المواطنين.

وهنا أؤكد، أنه إذا كان شيء واحد فقط من هذه الاتهامات ارتكبها الحوثيون، لكان انفض الناس من حولهم ولما شكلوا لهم حاضنة وبيئة داعمة بالرجال والمال، ولكانت صنعاء سقطت في بضعة أيام من بدء شن هذه الحرب الغاشمة، ولما كان انتصر اليمنيون بقيادة الحوثي على نخبة جيوش 17 دولة و4 منظمات مرتزقة إسلاميين وغير إسلاميين وأكثر من 36 لواء من المرتزقة المحليين، في حرب شعواء مستمرة منذ 6 سنوات و5 أشهر وتم إنفاق عدة تريليونات دولارات عليها من خزائن دول الخليج؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى