مقالات

أمريكا وتدخلاتها في المنطقة… شر البلية ما يضحك! بقلم| بليغ المخلافي

بقلم| بليغ المخلافي

آخر تصريح لوزارتي الخارجية والدفاع لأعظم دولة في العالم، يتحدث عن ترتيبات في مطار كابول لنقل آمن لموظفي الدولة العظمي.
أمريكا التي سلمت أفغانستان لحركة طالبان الإرهابية (التي قادت أمريكا -نفسها- تحالفاً دولياً، قبل عقدين من الزمن) للحرب عليها؛ وأنفقت ما يزيد عن ثمانين مليار دولار لبناء الجيش الافغاني، الذي فتح ابواب كابول مشرعة امام مجاهدي طالبان، تبحث اليوم عن إجلاء آمن لموظفيها، وعن ملاذ آمن لمن عملوا معها من الأفغان.

هي ذاتها أمريكا التي قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران، ولم تنجح في توفير ملاذات آمنة حتى لمترجميها العراقيين الذين لقى المئات منهم حتفهم في قضايا اغتيالات، قيدت ضد مجهول.

من يصدق بأن أمريكا، دولة القطب الواحد، باتت تمتلك من الغباء والسذاجة، ما يجعلها تعتقد أن بإمكانها فتح جبهة تقودها طالبان ضد الصين وروسيا، تستقطب فيها الأقلية المسلمة في الصين ومتشددي الشيشان وبقية الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي.

يبدو ان إدارة الرئيس بايدن لم تدرك بعد بأن زمن الحرب الباردة قد ولى الى غير رجعة، وأن الصين باتت الأذكى والاسرع اقتناصاً للفرص، فقد كانت أول من تواصل مع طالبان وأسرع من عقد الصفقات معها، لأنها، وبكل بساطة، تدرك أهمية أفغانستان في مشروع طريقها الحريري، الذي يفترض أن يؤرق منام أمريكا وكافة دول الغرب المتحالفة معها.

وفيما كانت طالبان تتمدد خلال الأسابيع القليلة الماضية في الأراضي الأفغانية، انشغلت أمريكا بالتواصل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، من أجل تَسَلٌم تركيا حماية مطار كابول، على اعتبار انها الأقرب الى تيار الاخوان المسلمون في المنطقة، والذي تمثل حركة طالبان احد أهم اذرعه المسلحة.

ما يحدث في الشرق الأوسط يجعلنا ندرك بأن “المتغطي بأمريكا عريان”، وكما قال الصحافي الأستاذ غسان شربل “بين أمريكا ومسارح تدخلاتها سوء فهم قاتل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى