مقالات

بعيداً عن الحرب .. هنالك مشتركات إنسانية !! بقلم / هاني البيض 

 

 

كتب / هاني علي سالم البيض

 

‏ان الصراعات السياسية والاجتماعية والخلافات البينية لن تتوقف على مستوى الداخل والمنطقة والعالم بعد ان اصبحت متلازمة وسمة لعصرنا الاكثر تعقيدا ووحشية وأنانية

 

وهذا بفعل الخلل الواضح في النظام العالمي

والأزمات المتراكمة في العلاقات الإقليمية والدولية

فالعالم لازال يفتقر للتوازنات الإيجابية

والى سلطات أممية عليا قاهرة وعادلة

تحسن إدارة الصراعات والازمات الدولية

وهو موضوع عميق ..

 

وعلى صعيد اليمن بشماله وجنوبه للاسف حتى الخصومات تتجدد ولن تنتهي مادام وجدت من يغذيها ويدفع بها ويعزز أدواتها لتصبح مشاريع سياسية متعارضة ومتناحرة ولو رُحلت الأزمات وتبدلت الادوار فهي بحالة نشطة وتتشكل لتصبح الغام تهدد السلام والحالة الانسانية والاقتصادية المتردية هناك ..

 

مايهم قوله في الشان اليمني لو سلمنا بجدلية استمرارية الصراعات السياسية وعدم قدرة الاطراف الحالية كبحها والسيطرة عليها او الحد منها

 

فاقل ما يمكن فعله هو البحث عن المشتركات الانسانية والآدمية واعتبارها قواسم مشتركة بين الفرقاء والخصوم واصحاب المشاريع المتعارضة

 

ومن هذا المنطلق كان لابد على الاطراف والقوى السياسية والاجتماعية المتناحرة او المتصالحة مرحليًا

 

ان تقر بإن الإنسان هو الأساس والاهم في كل هذه المشاريع والصراعات وان حياة الناس وحقهم في العيش بسلام وحياة كريمة يقدم على كل الرغبات ونزعات الهيمنة والطموح والنفوذ

 

لذلك عليهم ان يتفقوا على اهم القضايا والملفات ذات البعد الانساني والاجتماعي

التي ممكن تجمعهم ويشتركون في إدارتها بمسؤولية وضمير ودون حماقات وتقديرات خاطئة

 

وعدم توظيف القضايا الانسانية ومتطلبات الناس في صراعات لن تنتهي في المنظور القريب

لان السلام هناك وفق مانرى لايعني فقط انتهاء الحرب والاقتتال !

 

فالمسارات المرتبطة بحياة الناس واوضاعهم المعيشية في كل المناطق المحررة يجب ان تكون بعيدة عن الاستغلال والتوظيف السياسي!

 

اذا اختلفت الامم الواعية والشعوب الأصيلة في القضايا الوطنية والمشاريع السياسية وان احتربت

توحدها جوانب اجتماعية وإنسانية واقتصادية مهما كان حجم الصراع وجوانب الخلاف

 

فالخدمات من كهرباء وماء وصحة وتامين حركة وتنقلات الناس وفتح المطارات والمعابر

والمعاشات وتحسينها وغيره من متطلبات الشعب في الجنوب والشمال

 

مسار إنساني واجتماعي ومن المعيب والمؤسف توظيفه باي شكل !

 

بل يتطلب ميثاق شرف بين كل الاطراف المتصارعة والقوى السياسية والوطنية على الارض وتأييد هذا النهج أمميًا وإقليمًا ..

 

بمعزل عن المشاريع والاجندات السياسية

التي يستطيع كل حزب ومكون التمسك بها والدفاع عنها

ولكنه لن يستطيع فرضها غدا بجماهير خاوية البطون منهكة او دعوتهم للالتفاف حولها

 

فليتنافس الخصوم ويتقاتل اعداء اليوم بشرف وضمير

دون المساس بانسانية وآدمية الناس

 

لذلك من الأهمية اليوم الفصل بين مسار الحرب والهدنة والمسارات السياسية والدبلوماسية من ناحية والمسار الإنساني

 

وتقديم كل المساعي والمبادرات التي تحافظ على قدر من الإنسانية وحقوق الناس وعيشهم وكرامتهم على كل المسارات والاعتبارات الاخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى