الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

بديل محلي للحبوب في هذه المحافظة الساحيلة بمنتج عال الجودة وأرخص ثمن

حيروت- متابعات

يعمل عوض قفنون في تجارة الحبوب بمدينة المخاء، وهي مهنة كسبها عن والده الذي عمل لعقود في بيع الأصناف المحلية.

وكان قفنون يمارس مهنته في سوق البرح غربي محافظة تعز قبل أن تجبره الحرب على الانتقال إلى مدينة القهوة (المخاء) التي تشتهر بوجود الميناء الذي صدرت منه أولى شحنات البن إلى دول العالم.

وتتنوع أصناف الحبوب التي يبيعها “قفنون” في بسطته على الشارع العام ما بين الدخن، والغرب، والسمسم، والذرة البيضاء الرفيعة، والذرة الشامية، والبيني، وجميعها تعتمد في زراعتها على المواسم المطرية في سهل تهامة ووادي موزع أحد أشهر الأودية الزراعية في اليمن.

ويقول عوض إن ارتفاع أسعار القمح دفع بالمستهلكين إلى العودة لشراء الحبوب المزروعة محليا ما أنعش تجارته وأسهم في استقراره ليبيعها في المدينة بدلا من التجول بها في المناطق الريفية لعرضها على المستهلكين القرويين.

ويقارن عوض وضع تجارته قبل سنوات بالوضع الحالي عندما كانت معروضاته تواجه الكساد نظرا لعزوف المواطنين عن شرائها بسبب رخص أسعار القمح والدقيق حينها، لكنهم اليوم يقبلون بأنفسهم على شرائها نظرا لارتفاع أسعار القمح إلى أرقام قياسية.

ويرى أن ما دفع مبيعاته من الحبوب في الصعود بداية هذا الموسم، بدء الموسم الزراعي إذ يشتري الفلاحين الحبوب في موسم فلاحة الأرض في وادي موزع والمناطق الساحلية بشكل عام لاستخدامها كبذور زراعية.

كان علي جميل وهو أحد المواطنين الذين قدموا من مديرية موزع الساحلية لشراء الحبوب من المخاء، يقف ضمن مجموعة من المواطنين لأخذ حصته من الحبوب التي تكفي لفلاحة أراضيه الزراعية في وادي موزع.

ويقول إن المحاصيل المحلية تعد أفضل مذاقا مقارنة بأصناف القمح والدقيق الأبيض المستورد والذي وصل سعره إلى نحو 24 ألف ريال (24 دولارا) لكل 50 كجم.

ويرى جميل الذي يحرص على شراء الحبوب شهريا لأسرته المكونة من 7 أفراد إضافة إلى ما تنتجه حقوله الزراعية، أن الدقيق المستورد لم يعد آمناً مع الهندسة الجينية التي غيرت كثيرا من خصائصه، ويؤكد أن المحاصيل المحلية أصبحت أكثر أمانا.

ويرى أن المهتمين والمتابعين للتغيرات التي تحدث في زراعة القمح في الخارج هم الذين يقبلون على شراء الحبوب المنتجة محليا لجهة الجوانب الصحية الآمنة التي تتسم بها.

وتبدأ أسعار الحبوب المنتجة محليا من حقول تهامة الواسعة من مبلغ 40 ألف ريال لعبوه الدخن زنة 60 كجم، والذرة الصفراء 42 ألف ريال، فيما يبلغ سعر كيس الذرة البيضاء 50 ألف ريال لكن الأعلى سعرا بلغ 70 ألف ريال لـ”البيني” الذي يزرع في وادي موزع.

وتعود تجارة الحبوب في الساحل الغربي إلى أزمنة غابرة، وارتبطت بسهل تهامة تحديدا لما تمتلكه أراضيها الزراعية من مقومات خصبة لا تحتاج كثيرا إلى الري وتعتمد مباشرة على مياه الأمطار الموسمية.

وكانت القوافل المكونة من مجموعة من الجمال تنقل الحبوب من تهامة إلى أغلب أسواق المدن الواقعة في المنحدرات الجبلية ذات المنتجات الزراعية القليلة، إذ كانت أسواق الحبوب تقام بشكل أسبوعي على مستوى البلدات الريفية والمناطق ذات التجمعات السكنية الكبيرة.

ويقول مدير مكتب الزراعة بالمخاء محمد غالب قليهط إن أسواق شعبية عدة كانت مخصصة لبيع الحبوب أسبوعيا، ففي المخاء كان يخصص لها يوم السبت سوقا لبيع الحبوب وحدها، ويوم الأحد كان يقام سوق للحبوب في منطقة البرح والخميس في موزع فضلا عن أسواق عدة في حيس، والخوخة، والمراوعة، وزبيد، والجراحي وجميعها تعرض مختلف أصناف المنتجات الزراعية التي تزرع في تهامة.

ويضيف أن الحبوب جميعها تعتمد على الأمطار الموسمية وإن كان هطولها لمرة واحدة في الموسم الزراعي تبشر بوفرة الإنتاج، نظرا للخصوبة التي تتسم بها أراضي السهل التهامي ما يعزز وفرة المعروض في الأسواق المخصصة لبيع الحبوب.

ويشير قليهط إلى أن بعض أسواق بيع الحبوب كانت تخصص أجزاء منها لبيع المنتجات الريفية التهامية وكل ما يتعلق بالمزارعين، قبل أن تنتقل تجارة الحبوب إلى محلات بيع البهارات بالمدن الرئيسية.

ويرى مدير الزراعة أن الحبوب المنتجة محليا كانت تباع بكثرة، وكانت من عادة بعض أبناء المخاء كل جمعة تناول وجبة الغداء من حبوب الدخن، بما كان يسمى” وجبة الدخن مع السمن البلدي”.

وتواجه تجارة الحبوب الكثير من العراقيل أبرزها الاتهامات التي توجه إلى الحوثي بقطع الطرق الرئيسة بين الحديدة والمناطق المحررة وفرض جبايات مالية إضافية على المزارعين، فضلا عن تفخيخ العديد من الأودية بالألغام والعبوات الناسفة.

ويقول عبدالله الزبيدي إن العاملين في تجارة الحبوب يتكبدون مبالغ إضافية في أجور النقل، إذ يضطرون إلى ولوج طرقا بعيدة وملتوية فرضتها حرب الذراع الإيرانية عليهم .

ويضيف الزبيدي الذي يمتهن نقل الحبوب إلى التجار أن التكاليف الإضافية بأجور النقل تضاعفت للطرق الطويلة للوصول إلى المناطق المحررة، وارتفاع أسعار الوقود ما يجعل أرباح تجار الحبوب متضائلة وأسعارها تستمر في الارتفاع.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى