مقالات

تعبث بالتعليم .. أنت تعبث بالمستقبل بقلم| عبدالرحمن بجاش

بقلم| عبدالرحمن بجاش

ربي أقم الساعة؛ فقد بلغت المهازل حدًّا لا يمكن وصفه، ومنها أن بعضًا ممن يحسبون على خلقك تسللوا إلى مواقع كانت تربوية وتحكموا بنتائج امتحانات الطلاب (في الثانوية العامة)، وأظهروا بشاعة فسادهم بإعلان نتائجها التي أبانت بأن من حصلوا على ترتيب الأول عددهم فقط (464) طالبًا وطالبة وبنسبة نجاح بلغت 100%. وأن عدد الأوائل في المراكز العشرة فقط (905) طلاب ! وأن عدد الأوائل في المراكز العشرة من محافظة الضالع لوحدها (381) طالبًا وطالبة بنسبة (42%) من أوائل هذا العام. (والشكوى لغيرك مذلة) فأنجدنا أنجدنا أنجدنا، فقد قلت، وقولك حق: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} ولا حول لنا ولا قوة إلا بك.

صرخة ألم ووجع أطلقها مرب فاضل، عركته التجربة في التعليم، وكان يحلم بمستقبل من خلال مخرجاته، تعليم بفلسفة معلومة تحدد نوع الأجيال التي تحتاج البلاد تخصصاتها التي بها سنعتلي ظهر السحابة إلى المستقبل، فلا ذا تأتى ولا ذا حصل !

شهدت سنوات عقد الستينيات زخمًا تربويًّا تعليميًّا هللت له السهول والجبال، كان عقد الحلم، حتى وفدت هيئة الزنداني ووفدت المنح من السعودية وباكستان وطبعت الكتب في مطابع الشقيقة، فكانت شقيقة لا نزال نمسك بكلتا يدينا على مقدمة رؤوسنا اتقاء الألم بسببها !لتتحول إلى شقائق محلية فساد لم يبقِ ولم يذر، وسيظل يتحكم في حياتنا إلى يوم القيامة، والأيام بيننا! فساد يتعاقب على حكم هذه البلاد؛ لأن النخب لا تريد دولة قانون! ورحم الله الأستاذ الكبير يحيى البشاري الذي قالها مبكرًا للشيخ الأكبر: خربتها، فساد يغطى بعباءة الدين بينما محمد لم يكن فاسدًا .

ذات لحظة سألت وزير للتربية والتعليم: ماذا عن العملية التعليمية في هذه البلاد؟ بسرعة رد: “صفر باستثناء مرحلة الستينيات حتى بداية عقد السبعينيات!” عدت أسأله مرة أخرى: والحل؟ – “إعادة بناء المنظومة التعليمية من الصفر، والبعد التربوي- العملية التعليمية الحقيقية تسير مع البعد التربوي في خطين متوازيين ينتهيان إلى التطور في أبهى صوره، خذ اليابان نموذجًا بإصلاح المنظومة التعليمية ابتداء بتحديد فلسفة واضحة للعملية ببعديها أدى إلى يابان تعتلي الآن قمة التطور!!! وبمصر تتراجع بسبب تراجع التعليم.

ظلت العملية التعليمية رهينة السياسة والحزبية المقيتة وتداخل الديني بالسياسي، وأنتج ذلك تعليمًا موازيًا نتائجه بادية للعيان؛ “عقم” في مناحي الحياة كلها .

ذهبت جامعة الإيمان وأتت جامعات الإيمانية! ما يعني أن الجمل لا يزال يدور في نفس الدائرة. هناك ضياع الشرعية ولعب الانتقالي وهنا يذهبون بالتعليم في طريق يؤدي إلى نتيجة معروفة، سيذهب إليها الجميع “صراع” هوية لا تبقي ولا تذر! والأيام بيننا.

التعليم العام يضيع، والمتوسط ضاع، والجامعي يتحول إلى ثكنات !

وكل طرف يسحب من عنده.

الآن، ها أنا أضم صوتي إلى صرخة هذا التربوي الفاضل، أقول إن التعليم يعبث به، ما يعني أن المستقبل يرقع ثوبه من كل ناحية .

نقول: أبعدوا التعليم عن السياسة، عن النخب، عن الحزبية المقيتة، عن الهيمنة المذهبية، تتحملون وزر ما تفعلون، حين تتقاتل الأجيال تبعًا للتعبئة المذهبية والطائفية، ولغياب الرؤية الجامعة .

ماذا أقول للأحزاب التي تحولت إلى نقابة الصحفيين تصدر بيانات إدانة وتنام .

التعليم هو بوابة إلى المستقبل، يضرب، يميع، يمذهب.

وإلى كل من لا يزال العقل يسكن رأسه: العملية التعليمية في خطر، يعني نوع المستقبل بادٍ للعيان من الآن.

اللهم إنا بلغنا، فاشهد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى