الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

فضيحة السعودية في المهرة..أخيراً سقط القناع!

 تتجه السعودية للسيطرة على محافظة المهرة، لكن هذه المرّة دون مواربة، وبشكل علني عمّمت الاتصالات السعودية بأن المهرة باتت جزء من الأراضي السعودية من خلال الرسائل التي تصل إلى شركات الاتصالات اليمنية في محافظة المهرة.
ويبدو أن الرياض استكملت السيطرة العسكرية على كل مناطق المهرة، بعد أن تمركزت قواتها في مطار الغيضة ومنفذ الشحن الدوليين، فضلا عن ميناء نشطون الهام، كذلك تعزيز قواتها العسكرية بطيران الأباتشي  في مواقعها العسكرية في حات.
ومنذ أن شنت السعودية الحرب على اليمن جعلت من المهرة هدفاً استراتيجياً يندرج ضمن أهدافها الغير المعلنة في السيطرة على المحافظات الشرقية برغم أن “الحوثيين” لم يصلوا إلى تلك المناطق، وهو الهدف السعودي القديم لالتهام المدن اليمنية الشرقية خصوصاً المهرة وحضرموت، وما يؤكد هذه الفرضيى سعي الرياض خلال الستينات  إلى السيطرة على مناطق واسعة في الشرورة، ثم بعد حرب 94، التهمت  أكثر من 80 الف كيلو من صحراء الربع الخالي الغنية بالنفط.
لكن السعودية خلال السنوات الماضية لم تأبه للأطراف اليمنية، وفرضت أمر واقع في مدينة المهرة بقوة السلاح، برغم محاولات رجال القبائل في المهرة التصدي لمشروع السعودية الرامي إلى السيطرة على مدينتهم، إلا أنها عززت حضورها عسكرياً وسياسياً واجتماعياً عبر سياسة الترغيب والترهيب، الأمر الذي جعل من سياسية السعودية مفضوحة وكشفت قناعها في المهرة أكثر من أي منطقة يمنية أخرى.
وتستغل السعودية حالة الفوضى التي تغذيها إلى جانب دولة الإمارات في المناطق الجنوبية، من أجل الاستمرار في مشروعها المتمثل عزل المناطق الشرقية وتسليم المناطق الغربية من الجنوب إلى الإمارات، وذلك خدمة لمشروعها الاستراتيجي المتمثل بالسيطرة على المناطق الجنوبية الغنية بالمعادن والنفط والغاز، فضلاً عن ماتسميه السعودية مشروع القرن، الرابط بين أراضيها وبحر العرب بالقناة البحرية، أو بمد أنابيب النفط.
ويتوقع متابعون انتفاضة القبائل وأهالي المهرة مرة أخرى ضد التواجد السعودي، خصوصاً بعد بيان قبائل صحراء الربع الخالي، الذين قالوا في بيان قبل أيام أنهم “سيواجهون الاحتلال السعودي بكل السبل المتاحة”.
في موازاة ذلك أظهرت قيادات في السلطة المحلية مواقف متقدمة إلى جانب القبائل، ورفضوا أنشطة كان المجلس الانتقالي يخطط لاقامتها في المهرة، وبرغم أن نشطاء طالبوا من تلك القيادات مواقف أكثر صرامة تجاه السعودية، إلا أن أخرين اعتبروها مواقف مبشرة بصحوة قيادات المهرة ضد التحالف.
وبرأي محللين فإن سياسات السعودية في المهرة فتحت أعين اليمنيين المخدوعين بالدور السعودي في اليمن، واعتبروا التواجد العسكري السعودي المحتل للمدينة يكشف الأهداف الغير المعلنة لـ”عاصفة الحزم”.
ويبدو أن مصلحة التحالف استمرار الانقسام بين الحكومة والانتقالي وكذلك تغذيته بالمال والسلاح، من أجل انهاك جميع الأطراف بالتزامن مع التقاسم السعودي الإماراتي للجنوب، الأمر الذي بدا يتشكل وتتضح معالمه بشكل جلي بعد مواجهات أغسطس العام الماضي بين الطرفين.
ويراهن الجنوبيون للخروج من هذا المأزق بتحرّك القوى الوطنية لإفشال تلك المشاريع، وهو ما أكد عليه رئيس مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، اللواء أحمد قحطان، في أكثر من مناسبة، بأن أمام الجنوبيين فرصة لإنهاء الاقتتال والتفرغ لمواجهة العدو الخارجي الذي يلتهم المحافظات الشرقية في حال غفلة من الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى