استطلاعات وتحقيقات

الإنتخابات الأمريكية .. كيف تؤثر على الصراع الإسرائيلي – الإيراني ؟!

كتب المحلل الإسرائيلي المعروف بن كاسبيت مقالة في موقع “المونيتور” الأميركي تناول فيها الصراع الإيراني-الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الطرفين ينتظران نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

وقال كاسبيت إنه “بالنسبة لإسرائيل، سيكون شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل شهر تحول. فمع كل الاحترام الواجب لخطط ضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للضفة الغربية، تتطلع قوات الأمن الإسرائيلية إلى قضية أبعد بكثير، إذ لا يزال التهديد الاستراتيجي الرئيسي الذي تواجهه “إسرائيل”: نظام آية الله في إيران”.

وأوضح أن “إسرائيل” تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكذلك الإيرانيون. فمن غير المرجح أن تشهد فترة الانتظار المتوترة أي تغييرات في الحرب التي يشنها الجانبان ضد بعضهما البعض، إيران بدعم من حزب الله وإسرائيل بدعم من الولايات المتحدة. 

وترى تقييمات الاستخبارات الغربية والإسرائيلية أن الاقتصاد الإيراني يمر بمرحلة هبوط مؤلمة. وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع للمونيتور ، شريطة عدم ذكر اسمه: “إنهم يفقدون جمهورهم ويعرفون ذلك. إنهم يفهمون أنهم لن يتمكنوا من الاستمرار لفترة طويلة، بالنظر إلى الوضع الراهن، ويعلقون آمالهم على استبدال إدارة ترامب بإدارة يمكن لهم إبرام صفقة معها”.

ويأتي تقييم الاستخبارات الإسرائيلية هذا مع تحذير: يمكن للإيرانيين في نهاية المطاف أن يستنتجوا أنه ليس لديهم خيار سوى التفاوض مع الرئيس دونالد ترامب إذا أعيد انتخابه. ومع ذلك، فإن خبراء الاستخبارات الإسرائيليين يجدون صعوبة في تقديم تقييم واثق لكيفية رد ترامب على مثل هذا التحول الإيراني. إنهم ليسوا وحدهم في هذه الصعوبة. ترامب، كما هو موضح في كتاب مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، هو زعيم لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير.

وقال الكاتب إن “إسرائيل” تعتقد أن إيران لديها تفضيل واضح وهي تصلي بحرارة من أجل فوز الديمقراطي جو بايدن. إن موقف”إسرائيل” أكثر تعقيداً. فنتنياهو يصلي من أجل فوز ترامب. من ناحية أخرى، في حين أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقدر بشدة الضغط المستمر والمتواصل الذي تمارسه الإدارة الأميركية على الإيرانيين، إلا أنها قلقة من أنه عندما يحين الوقت، فإن الضغط الأميركي سوف يتبدد أو يصبح غير فعال. وسوف تجد “إسرائيل”  نفسها تواجه خياراً دراماتيكياً إذا تم دفع الإيرانيين إلى الزاوية واستنتجوا أنه يجب عليهم الذهاب إلى اختراق نووي. إذا حدث ذلك، فإن الضربة العسكرية فقط هي التي يمكن أن تقضي على الانشطار النووي الإيراني الوشيك بالسرعة الكافية.

وأشار كاسبيت إلى أن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على تنفيذ مثل هذه الضربة. ويطرح سؤالاً: “هل لدى إسرائيل خيار عسكري يمكن أن يضر أو ​​يؤخر خطة نووية إيرانية؟ الجواب على هذا السؤال هو سر الدولة”. ويضيف: “مع ذلك، يعتقد الخبراء الغربيون أن الخيار العسكري الإسرائيلي قد تآكل بمرور الوقت. في هذه الأثناء، دخل الإيرانيون ما سماه وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك “منطقة الحصانة”. التقييم السائد في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا وكذلك الولايات المتحدة هو أن “إسرائيل” لم تعد قادرة على تأخير الإيرانيين كما كانت قبل عقد من الزمن”.

وقال كاسبيت إن “الاستنتاج الذي لا مفر منه لهذا التحليل هو أنه في غضون أشهر، يمكن لإسرائيل أن تجد نفسها ومصيرها في أيدي قوة أجنبية، وتحديداً في أيدي رئيس الولايات المتحدة. فإذا فاز بإعادة انتخابه، فسيكون ترامب هو الوحيد القادر على منع سباق إيران المحتمل للحصول على قنبلة. فمن الصعب العثور على أي شخص في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية سيترك مصيره أو مصير الدولة في يد ترامب. لذلك، قد لا يشارك العديد من مسؤولي الأمن والاستخبارات الإسرائيليين في صلاة نتنياهو من أجل انتصار ترامب”.

وأوضح الكاتب أنه إذا كان الرئيس المنتخب هو جو بايدن، فسيعرف الإسرائيليون على الأقل أين يقفون. إذ تشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن بايدن سيعيد فتح المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي مع القوى العالمية. وحتى لو لم يكن الاتفاق الجديد أفضل بكثير من ذلك الذي حققه الرئيس باراك أوباما، فإن بعض رؤساء الأمن الإسرائيليين يعتبرونه أقل خطورة من البديل، الذي ينطوي على مقامرة كبيرة للغاية.

في غضون ذلك، يواصل الجانبان الإيراني والإسرائيلي الاشتباك. وقال الكاتب إنه “يُزعم أن المعركة السيبرانية التي دارت بين “إسرائيل” وطهران قبل بضعة أسابيع انتهت بنصر إسرائيلي واضح. فلا أحد في العالم السيبراني لديه أي شك في قدرات “إسرائيل” وتفوقها الواضح على إيران في هذا المجال. ويعتقد خبراء الإنترنت أن “إسرائيل” لديها العديد من الأدوات المتنوعة الجاهزة للاستخدام في هذا المجال.

وتابع كاسبيت أن “الصراع بين الجانبين مستمر كذلك على الأراضي السورية، والاستخبارات الإسرائيلية تراقب عن كثب التطورات الداخلية في إيران. وتعتقد “إسرائيل” أن القوى المحافظة والحرس الثوري الإسلامي يمارسان ضغوطاً شديدة على الرئيس حسن روحاني والمعسكر الإصلاحي لتشديد موقف إيران قبل تشرين الثاني / نوفمبر”، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ترجمة : هيثم مزاحم “الميادين “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى