مقالات

هيكل قال.. ماذا قال؟ وماذا علينا أن نفهم! بقلم| عبدالرحمن بجاش

بقلم| عبدالرحمن بجاش

هناك جزء من فيديو جرى استقطاعه من حلقات للأستاذ هيكل -رحمه الله- مع لميس الحديدي، جرى اقتطاع الجزء على طريقة “لا تقربوا الصلاة”!

اقتطعه الذي استقطع من سياق حلقة كاملة ضمن حلقات إذا أردت أن تفهم فعليك إعادة عرضها كلها إلى النهاية، استقطعه ليخدم فكرة، ولكن بسطحية وترك ما هو سمين حقًّا، وعنون الجزء المستقطع هكذا: “قالها هيكل الله يرحمه في بداية العاصفة: الحرب على اليمن فاشلة، ولم يبين بقية ما قاله على أهميته، فقد قال: رحت اليمن سنة 48، وشفت اليمن بلد فيه إيه، اليمن بلد بديع، حضارة هائلة، لكن الظروف تركته.

اليمن بركان نائم في جنوب شبه الجزيرة العربية، وإذا انفجر فسوف يجرف كل المنطقة؛ بلد فيه أحزاب، قوى جديدة طالعة، في أدب، في فكر، في ثقافة…. اليمن بلد معقد، موجود من هذه اللحظة إلى قبل تاريخ البشر الموجودين في التنوع…

وتحدث عن وجود قاعدة إسرائيلية قرب باب المندب، وكيف أن مصر دفعت مدمرتين إبان حرب أكتوبر 73 للسيطرة أو لحماية باب المندب، وقال إنه إذا لم تكن هناك قدرة على السيطرة على قناة السويس وباب المندب، فهي البديل.

الفيديو يوزع على أساس أن هيكل قال إن اليمن ستنتصر على دول العدوان، والسلام عليكم.

كما هي عادتنا لا نقرأ، وإن قرأنا فعجلين، وبالمقلوب كما قال محمد هزاع ذلك الشميري الذي تربى في بريطانيا وعاد ليعمل في مؤسسة المياه، وفي الأخير عاد إلى بريطانيا حنقًا من الذين لا يقرؤون.

دائمًا تطغى على أعمالنا العجلة ولأغراض دعائية معظم الوقت، ونظن أننا نخدم هذا البلد، بينما نحن نسيء إليه معظم الوقت.

كثيرون تحدثوا عن أهمية موقع اليمن الجيوسياسي، لم ننتبه إلى ما قالوه، اجتزأنا من كل ما قيل ويقال ما يخدم أهدافًا دعائية لهذا الحكم أو تلك السلطة وتركنا المهم.

الناس يتصارعون على ثروات اليمن والتي لا يراد لها أن ترى النور، ويسيطرون على جزره التي تتحكم في البحر الأحمر أهم ممر بحري، ونحن نظن أننا نخدم أنفسنا بالعناوين، بينما نترك عمق ما يقال عن موقع اليمن وتاريخه وثرواته جانبًا.

على هذا سيظل الكبار والصغار يتصارعون على ثروات هذا البلد وموقعه، بينما اليمنيون لا يملكون رؤية يحاربون من أجلها، ولذلك تراهم يحاربون من أجل الآخرين.

أتمنى أن يعود من هو مهتم إلى حلقات هيكل ويستمع بهدوء وتركيز لما قاله عن اليمن وعن المحيطين به الذين لن ينتصروا لأنهم لم يدركوا عمق هذا البلد، ولم تدركه حتى الأطراف الوكيلة في الصراع؛ وعليه فإنه سيطول حتى نجد نحن في الداخل رؤية وأهدافًا نتفق حولها، وبالتالي نحارب من أجلها، وفق خيوط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى