مقالات

من سيوقف الإرهاب عن الملكة؟ بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

من منّا لا يعرف المسكينة التي لا تعرف الراحة ولا النوم الهادئ وكل همها الحفاظ على عيالها ورعايتهم رغم كل ما يصيبها من أوجاع، إلا أن همها الأول والأخير أن ترى عيالها بأعلى المراتب ولهم شأن وقوة.

لكن للأسف هناك من لا يريد هذه المسكينة أن تتهنا بحياتها ولا أن تحافظ على عيالها، فكلما بدأت عجلة الحياة عندها تتحسن وتتطور للأفضل تجد أمامها مطب أو حفرة تعيقها للمضي بطريقها الذي رسمته لنفسها لأجل مستقبل عيالها وهي دائماً مشرقة مبتسمة تحب الحياة ولا تقفل أبوابها لكل من يدخلها سواء للزيارة أو من يحب العيش بها مع عيالها فأعطتهم تقدير خاص ومنحتهم الثقة وأصبحوا هم من يسمع صوتهم وعيالها لم نعد نراهم، ليس لشيء ولكن لأن حياتنا أصبحت لديها مقومات مختلفة لايمكن لعيال المسكينة المتعلمون أن يفهموا النغمة الجديدة التي يريدوا أن يعزفوها للمسكينة والتي لا تقول لهم لا أبداً.

فكلنا يعلم ويرى موقع عدن الهام من جميع النواحي والتي تجعلها ملكة المدن وللأسف المسكينة لأسباب عدة أصبحت لا تقوى على شيء فها هي بين كل فترة وأخرى تروي أرضها بدماء الأخوة بينهم البين، وقد زادت هذه الدماء نزيفاً بالعقد الثاني من القرن العشرين حيث نلاحظ كل يوم تقريباً صراعات الأخوة الذين أصبحوا أصحاب قوى متكاملة من جميع النواحي وكل قوة لديها المقدرة لأن تجعل عدن المدينة التي لا تنام ليس بسبب الصراعات ونزيف الدم والخوف بقدر ما يكون ضجيج الحركة التجارية ووجود سوق للمال والأعمال فهذه القوى لديها من العقول المحبة لعدن والتي يمكنها أن ترفع من شأن ملكة المدن وتطور من خدماتها وتميزها لتكون المدينة التي لا تنام بسبب حركتها التجارية وليكتب التاريخ أسمائهم من ذهب وليس كما فعل القادة السابقون الذين كتبت أسماؤهم من دماء وأشلاء البسطاء.

علينا أن نعرف ونعي بأن ما يحدث لعدن من زعزعة استقرارها من خلال التفجيرات التي تهدف لعزلها عن العالم باستهداف مطارها لن تؤدي إلا لأن تكون هذه المدينة أكثر قوة وعزة وكرامة، فالتفجير حدث بالمساء عند البوابة الخارجية لمطارها الدولي، لكن هذا لم يوقف الرحلات الدولية الواصلة والمغادرة ولم يتخلف الركاب عن رحلاتهم ونفس الشيء الضحايا الذين فقدناهم من الأطفال لنرى صباحاً أصدقائهم وإخوانهم يذهبون لمدارسهم وهذا يؤكد بأن ما نسميها المسكينة هي ليست مسكينة بل هي ملكة حتى لو لم تضع التاج على رأسها لأن من يضرب ويستهدف ولا يقع فهو ملك فما بالك بعدن ملكة المدن.

وهنا نتمنى من كل من يحب عدن، من أصحاب القوى والنفوذ أن يجتمعوا ليعطوا الملكة وزنها وقيمتها الحقيقية ويبتعدوا عن المصالح الضيقة والبسيطة، لأن إستقرار ملكة المدن هو رفع لقيمتهم وحفاظاً على مكانتهم ليحفر التاريخ أسمائهم من ذهب على كل حجر من أرض عدن وبقلوب كل من يحبها.

اللهُمَّ احفظ الملكة عدن وأهلها من المتربصين والمخربين والمأجورين واعطها كل خير من أبنائها الشرفاء والأوفياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى