مقالات

بشار وحزب الله يقتلان شعبيهما (!) بقلم| نصر صالح

بقلم| نصر صالح

يتعجب المرء من المقولة التي يرددها معسكر امريكا ودول أوروبا الإستعمارية و«إسرائيل» وهي «أن الرئيس بشار الأسد يقتل شعبه من أجل الكرسي، ومثله يفعل حزب الله باللبنانيين»، ومكمن العجب في هذا الكلام أنه من غير المنطقي أن يقوم أي حاكم في الدنيا بقتل شعبه، لأنه – ببساطة – لو فعل ذلك، فماذا عساه سوف يحكم؟!! والحال ان يتم غزو البلدان والقتل فيها يكون من قبل دولة أخرى معادية.

وسوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد شُنت عليها حرب شبه كونية عدوانية بقيادة معسكر الغرب وبتمويل من دول الخليج، بسبب أنه يساهم مع إيران على تسليح وتمويل حركات المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي لإسترداد أرض فلسطين المسلوبة، وفي حق أللبنانيين في تحرير أرض جنوبهم قبل عام 2000 وفي الدفاع عن لبنان من أطماع «إسرائيل» المتواصلة منذ زرع الكيان المغتصب في قلب الأمة العربية.

وشعبية بشار الأسد، تأكدت للعالمين بأن زحف النازحون السوريون بغزارة نحو سفاراتهم في دورتين انتخابيتين للرئاسة السورية بيروت للتصويت لبشار الأسد رغم الغرقلة والمنع من قبل سلطات عدد من الدول، ورغم اعتداءات بعض من محازبي «المستقبل والقوات اللبنانية» المواليان للسعودية وأمريكا (بالمناسبة حزب القوات اللبنانية موالي لإسرائيل، لكنه لا يجرؤ على إشهار ولائة هذا).

وبنفس الكم من العداء شبه الكوني تتعرض له إيران ولنفس السبب.. ونفس الأمر بالنسبة لحزب الله.

ويضيفون «سببا» آخرا إلى صحيفة أسباب العداء لسوريا وإيران وحزب الله، وهو انهم «شيعة روافض» يحاربون السنة، ومطلقو هذا العذر الغريب هم دول الخليج وادواتهم من الجماعات التكفيرية المسلحة (كالقاعدة وداعش). ومن هم في عمري يعرفون جيدا كيف كان الشيعي شاه إيران افضل صديق لهم نظرا لأنه كان صديقا لـ «إسرائيل». ولكن بعد ان قامت الثورة عام 1979 واعلنت الجمهورية الإسلامية، وأنزلت إيران الثورة علم «إسرائيل» ورفعت بدلا منه العلم الفلسطيني فوق السفارة الإسرائيلية بطهران والغت الإعتراف بها، وأعلنت عن دعمها للمقاومة الفلسطينية لإسترداد أرض فلسطين من المغتصب الصهيوني، واعتبرت امريكا انها «الشيطان الأكبر» بسبب عدوانياتها المتواصلة على مختلف شعوب العالم وتحمي «إسرائيل» المغتصبة أرض فلسطين، ثارت ثائرة دول معسكر أمريكا. ولم يتعبوا كثيرا في البحث عن وسيلة دينية لشحذ غرائز المسلمين لعداء إيران الثورة، من خلال استذكار العداوة البائدة التي جرت بين المسلمين في الزمن الغابر (قبل حوالي 1380 سنة) بسبب خلاف حول احقية حكم بني امية، فحدث شقاق بين الفريقين المسلمين (الرافضة والخوارج). وتذكروا أن إيران شيعة والحكم في سوريا علوي وان حزب الله شيعي و.. و.. وأن مشروع الشيعة هو العداء على مسلمي السنة. والواقع ليس الأمر كذلك البتة، وإنما السبب بالأساس هو معاداة أصحاب مشروع تحرير فلسطين والمقاومين لهيمنة الغرب الاستعماري وبقية أدواته من المحليين، وصادف أن جزء واسع من هذا المحور هم من غير السنة.

ويشيطنون حزب الله ويدعون انه يتسبب في الأذى لشعبه، ويزيدون وبأنه دولة داخل الدولة.وينكرون عليه انه يدافع عن وطنه بإخلاص، وهو الذي حرر جنوب لبنان ودافع عن شعبه ضد هجمات الانتحاريين التكفيريين.. وكيف يقتل شعبه وهو في واقع الحال يتعرض مناصروه للقتل من قبل بعض أدوات حلف أمريكا والغرب الإستعماري في لبنان؟! ورغم ذلك فهو لا يتعرض للقتلة ويكظم الغيظ (وهو القادر) خشية الإنجرار إلى حرب أهلية تدمر لبنان، ويحيل أمرهم للقضاء اللبناني.

وهو (أي حزب الله)، قد أخذ على كاهله (وإلى جانبه بقية المقاومين اللبنانين: مسلمين سنة ومسيحيين وقوميين وشيوعيين وعلمانيين) تحرير جنوب لبنان من الإحتلال الإسرائيلي. وقهر «الجيش الإسرائيلي» الذي كان يقال بأنه «الجيش الذي لا يقهر»، واجبره على الإنسحاب في جنح الظلام ليلة 24 – 25 مايو 2000م وتم تحرير أول أرض عربية من الإحتلال «الإسرائيلي» دون قيد أو شرط، وكان حرص على أن لا تمد يده لعقاب العملاء وترك مسئولية محاكمتهم للدولة اللبنانية. ثم عندما قامت «إسرائيل» بعدوان 2006 على لبنان أطلق حزب الله قرابة 4 آلاف صاروخ إلى عمق الكيان لأول مرة في تاريخ الحروب العربية مع «إسرائيل»، وكانت استمرت صواريخ حزب الله تنهال على العدو الإسرائيلي بمعدل 120 صاروخ في اليوم لمدة 33 يوما هي مدة تلك الحرب، واستمر ثبات هذا المعدل حتى آخر دقيقة في الحرب الاي حددها قرار مجلس الامن 1701 في 14 اغسطس 2006م (وقف العمليات العدوانية..).

وهو الذي انبرى لقتال التكفيريين من داعش والقاعدة وفروعها، فساعد الجيش العربي الأول في سوريا على تطهير معظم سوريا منهم، باستثناء حوالي 20 ٪ بقي الإرهابيون والمتمردون تحت الحماية المباشرة من قبل كل من أمريكا وتركيا. كذلك قام هذا الحزب القوي والشجاع بتحرير الشمال اللبناني من تكفيري «النصرة» و«داعش» الذين كانوا يتمركزون في جرود عرسال وفي منطقة حدودية أخرى على الحدود مع سوريا، وبذلك تمكن من تحقيق تحرير ثان للبنان.

ما أريد أن أوصله في الختام، أن الصراع العسكري المحتدم في المنطقة – هو في حقيقته وأساسه – بين الكيان الصهيوني الغاصب ومن معه وبين محور المقاومة الساعي لتحرير فلسطين. وإن ما يجري لبلادنا هو جزء من هذا الصراع، الجديد فيه أن السعودية ودول الخليح تدخلت في الحرب بجيوشها مباشرة لأن الحكم الجديد في صنعاء يرفض تنفيذ القرار الخليجي غير المعلن للعامة، والذي كان ساريا منذ زمن، ويقضي بامتناع اليمنيين من استثمار نفطهم وغازهم الموجود في حوض الجوف/ مأرب/ شبوة الكبير، والذي قدر خبراء أنه يختزن وحده ما لدى دول الخليج مجتمعة من هذه الثروة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى