مقالات

ما باقي إلا القليل ويعودون إلى الخيام ورعاية الإبل.. شدّوا حيلكم يا رجال بقلم| نصر صالح

بقلم| نصر صالح

تنفق السعودية على حربها ضد اليمن في اليوم الواحد حوالي 400 مليون دولار.. “والحسابة بتحسب”!
هذا الرقم أستنتجه من تقرير نشرته محلة فورن بوليسي الأمريكية. وكانت نقلت عنها مواقع عربية تقريرا، حول نفقات حرب السعودية على اليمن في أول ستة أشهر للحرب، تحدثت فيه أن المملكة السعودية انفقت 725 مليار دولار، وأظن أن في الرقم خطأ مطبعي والصحيح ربما يكون 72.5 مليار دولار أمريكي في ستة شهور حرب.

أي أنها تنفق 12 مليار دولار في الشهر الواحد فقط. والإمارات، ربما تنفق حوالي 534 مليون في الشهر.

قد يبدو رقم فورين بوليسي هائلا، بعكس تقديرات التايمز البريطانية التي تقول “إنفاق السعودية على حرب اليمن حوالي 200 مليون دولار في اليوم الواحد”، أي 6 مليار دولار في الشهر. قد تكون التايمز قد بنت تقديراتها على أثمان العتاد العسكري فقط. لكن تقديرات “فورين بوليسي” قد تكون أكثر دقة، لأن المجلة تطرقت إلى تفاصيل دقيقة مهمة، حيث لم تكتف بالحديث عن تكلفة العتاد العسكري، وإنما شمل تقريرها تكاليف أخرى أكبر بكثير من ذلك، وأوجز بعضها:

– تكاليف بارجتين حربيتين تتبعهما ست فرقاطات مرافقة بلغت 54 مليار دولار خلال 6 شهور.
– تكاليف قمرين صناعيين للأغراض العسكرية تبلغ تكلفة الساعة الواحدة فقط “مليون دولار”.
– تكلفة طائرة الأواكس 250 ألف دولار في الساعة.
– تموين الوقود جويا: 150 ألف دولار للغارة الواحدة.
– مصاريف خدمات لوجيستية وأخرى إعلامية (تمتلك السعودية قرابة تعداد ثلاثة ألوية عسكرية من الإعلاميين الملمعين لها افعالها القذرة، فضلا عن عدة أضعاف هذا الرقم من “الاعلاميين” في مواقع التواصل الاجتماعي، ومعاشات بعضهم تزيد على خمسة آلاف دولار بالشهر،
– نفقات باهظة جداً، رشاوى لشراء تأييد وصمت دول العالم على عربدتها وجرائمها بحق المدنيين. تقتل حوثي واحد وإلى جانبه تقتل 40 مدنيا أعزلا وجلهم أطفال ونساء.
– أجور ومرتبات مئات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب. إذ يتقاضى المرتزق الأجنبي في الساعة الواحدة ضعف ما يتقاضاه المحلي في شهر.

الخلاصة، ربما لن توقف الدولتان حربهما على اليمن إلاّ بعد أن تفرغ خزائنهما من الثروة الفاحشة التي جمعاها من النفط العربي منذ تأسيس دولتيهما. وقد اقتربا من ذلك، دون أدني شك.

فشدوا الحيل يا رجال.. يا من لا أحب منهجكم ولا أقبل بكثير من سلوككم ربما، ولكنني لا أنكر بأسكم وشجاعتكم في ميادين الوغى وأثني على ذلك وبقوة دون تردد..

شدوا الحيل يا رجال.. لم يبق لبني سعود وعيال زايد إلاّ القليل، وتعود الأسرتان إلى الخيام وإلى الاهتمام برعاية الإبل، كما كان آباؤهم قبل “نفخة النفط” عليهم.

لست أشمت بهم، ولا “أتحوث” عليهم.. ولكنهم بغوا كثيراً.. واعتدوا علينا وعلى معظم أقطار العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى