تقارير وتحليلات

بريمرالسعودي يتجول في شوارع عدن..!

كتب / حافظ نديم 

هؤلاء الأغراب الحاكمون والمتحكمون في كل شي في عدن في الارض والسماء والبر والبحر والهواء،يتجولون في شوارع عدن التي اصبحت انقاض واطلال مدينة مدمرة ومنكوبة بعد أن مكثوا فيها (حكاما) لأكثر من خمس سنوات اظهروا فيها عدن بأبشع صورة ونموذج للدولة والادارة الفاشلة في العالم كله”..!

خمس سنوات مرت منذ دخول الحاكم العسكري الاماراتي (راشد الغفلي) وجيشه إلى عدن، واعقبه الحاكم العسكري السعودي الجديد (مجاهد العتيبي)،و جحافل قواته القادمة من وراء البحار والصحاري الرمال الى أرض عدن وتمكن من بسط سيطرته على موانئها ومطاراتها وبحارها وجزرها ومنشئاتها وقواعدها”..!

لم يحمل الجنرالان الأجنبيان الحاكمان في عدن (السعودي مجاهد العتيبي و الاماراتي راشد الغفلي) لعدن، أي مشروع للإعمار ولا للتنمية ولا للنماء ولا للتحديث ولا لتطوير بنيتها التحتية والخدمية، ..

لأن كل ما فكر فيه هؤلاء القادة والحكام الأغراب لعدن امثال (مجاهد العتيبي و راشد الغفلي) ومنذ 5سنوات ،
هو كيف تضرب هذا بذاك”..؟!
وكيف تقتل هذا بذلك ..؟!
وكيف تصفي هؤلاء بأولئك “..؟!!
وكيف تأتي بحكومة على متن طائرة سعودية ومن ثم تسقطها في اليوم التالي بمدرعة اماراتية، ومن ثم تأتي بحكومة اخرى، من ثم تسقطها تطردها في اليوم الذي بعده بقوة مليشيا مدعومة بالسلاح الاماراتي والغطاء السعودي”..!

وما هي إلا ايام قلائل…
ويأتون بجموعة سياسية جديدة اسموها”الانتقالي الجنوبي”ويجعلونها تنقلب على الحكومة التي أتوا بها الى عدن، بحجة انها (شرعية)..!

وبعد يومين فقط يقوم السعودي والاماراتي بإفشال سلطة (الانتقالي) واظهار عجزه من خلال منع قادته من التصرف بموارد البنك المركزي وعوائد الجمارك والضرائب،
وبمنعهم من صلاحية التحكم في صرف المرتبات، ويجعلهم يعيشون في حيص بيص نهاية كل شهر”..!

وفي الاخير يضعون مجموعة الانتقالي تحت قيود ومواثيق واهداف هذا التحالف العسكري المشترك ويجعلهم مسلوبي الارادة ويجردونه من كل مصادر القوة والقرار،.. وفجأة ياتي السعودي والاماراتي ويصدران قرارا بطردهم وبمنعهم من دخول بلادهم الا بقرار عسكري مباشر منه “..!

( 5 سنوات) مرت لم تقدم في عدن الا مسرحيات سياسية سخيفة تمثل قمة الاذلال والاهانة لكل هذه الادوات التي تتعاطى مع الحاكم السعودي والاماراتي والتي تعيش تحت رحمته”..

لان كل ما فكر فيه الحاكم العسكري الأجنبي في عدن “السعودي او الاماراتي”ومنذ خمس سنوات هو كيف يعطل موانئ عدن،وكيف يسيطر على مطارها”..؟!!
وكيف يعمل على اجهاض جاهزيتها التشغيلية”.؟!!
وكيف يجمد انشطتها التجارية وكيف يثبط حيويتها من خلال اجراءات التوقيف والتعطيل والتأخير والإتلاف لبضائع التجار في رصيف دكة الميناء” ..؟؟!!

كل ما كان يفكر فيه الحاكم السعودي والإماراتي في عدن (مجاهد العتيبي وراشد لغفلي) هو كيف يتم الإبقاء على مصفاة عدن التاريخية معطلة لأكثر من (5 سنوات)، بعد أن قاما بتحويلها إلى مزار تاريخي أثري غير قابل للحياة والانتاج
من اجل ايجاد حالة من العجز والعوز في تلبية الطاقة والوقود والمشتقات النفطية واحداث أزمة في تشغيل محطات الكهرباء، ليتسنى للاماراتي والسعودي استثمار هذه المعاناة في ضرب الأضداد وخلط الأوراق السياسية وإعادة تدوير اوراق اللعبة المستخدمة من تلك الاحزاب المهترئة والمفرخة والتي اعطوا لها وصف “الحكومة” شكليا،حسب المصلحة المشتركة لهما وحسب آلية خطة اللعبة التي ينفذانها معا في اليمن “..!

كل ما فكر فيه الضابط السعودي “مجاهد العتيبي” والاماراتي “راشد الغفلي وضابط المخابرات المسؤول عن ادارة ملف شبكات الاغتيالات والتصفيات في عدن “العقيد “سعيد المهيري المكنى ابوخليفة”_ومساعده منصور الكعبي”، هو كيفية صرف مليارات من الريالات لإنشاء جماعات مسلحة موالية هنا ليتم التخلص من جماعات موالية اخرى هناك.

كل ما فكر فيه (العتيبي والغفلي) هو كيفية صناعة أزمات مستدامة وممنهجة، أزمة وقود وأزمة مرتبات وأزمة خدمات وأزمة مشتقات،وأزمة غذاء وازمة أمن وأزمة قرار وازمة سلطة وأزمة ادارة وازمة مؤسسات..
ليجعل من عدن كما لو انها قرية تعيش في اسوأ حقب التاريخ منذ العصور الحجرية ومرحلة ما قبل الدولة .

كل ما فكر فيه حكام عدن الأجانب “العتيبي والغفلي” هو كيفية إنهاء وتدمير مشروع الدولة في عدن، وكيفية التأسيس لمشروع الفوضى والقتل و”صناعة المليشيات والمليشيات المضادة”، وفتح السجون والمعتقلات السرية، ومداهمة المنازل واقتحام غرف النوم،والخطف والاخفاء القسري في جنح ظلام الليل الدامس ..

كل ما فكر فيه العتيبي والغفلي هو في كيفية ابقاء عدن تعيش في حالة من الأنين والحزن والصراخ والعويل والأزمات والنكبات من الحصار والجوع والفقر والفوضى والانفلات والخراب والدمار وشلالات الدم تسيل كل يوم في شوراعها ..

لم يفكر الجنرال “العتيبي والغفلي والمهيري “وبقية حكام عدن الأغراب القادمون على متن البارجة السعودية أو المدرعة الإماراتية، إلا في كيفية تحويل عدن إلى مستنقع للفوضى وبؤرة للصراعات والحروب والفتن وتدوير الازمات التموينية والخدمية وصناعة الموت واعادة توظيفها في سبيل تحقيق اهداف واطماع لعبة السياسة ..

لم يفكر حاكم عدن (مجاهد العتيبي ولا راشد الغفلي ولا سعيد المهيري ) يوما في انفاق ولو ربع المليارات من الريالات والأموال الطائلة التي انفقوها لتسليح المليشيات التابعة لهم والتي يحركونها في حسب اتجاهات معاركهم مستغلين ضغط الجوع والحاجة الى حيثما يشاؤون،
في اعادة تطوير التنمية في عدن ،لم ينفقوا فلسا واحدا في فتح مستشفى ولا في انشاء مدرسة ولا في رصف طريق، ولا دعم ذوي الدخل المحدود ولا حتى في توفير “براميل جمع القمامة”..!

كل ما كان يفكر فيه (العتيبي والغفلي) هو في كيفية زراعة عصابات وشبكات القتل والاغتيالات في كل شبر من شوارع عدن “..!!

لم يفكر الجنرال السعودي “مجاهد العتيبي” يوما الذي يتجول اليوم في شوارع عدن المنكوبة بطريقة كاذبة يحاول من خلالها اظهار قدر من الشفقة والتحسس بمعاناة الناس، وبعد أن أصبحت عدن أكوام وأطلال من بقايا مدينة مدمرة ومدفونة تحت انقاض المباني المهدمة والسيول الجارفة في إنفاق فلسا واحدا، او تقديم ريال واحد لتأهيل بنية عدن التحتية أو لتطوير منشآتها الخدمية، أو لإنشاء محطات كهرباء او لانشاء شبكات مياه صحية، أو لتحسين بنية مجاري تصريف مياه السيول والأمطار فيها”..!!

او على الأقل لم يوقفوا فوضى البسط على المنازل والاراضي العامة والبناء العشوائي.. كأقل واجب و رد للجميل لابناء عدن واهلها المساكين والمخدوعين الذين ضحوا بالآلاف من ابنائهم من أجل حماية عروش ممالك أمراء نفط الخليج،تحت اضحوكة مواجهة ما يسمى بالمد الشيعي الإيراني في اليمن “.!!

كل الذي فكر فيه (الجنرال الاماراتي راشد الغفلي والسعودي مجاهد العتيبي)، هو كيف يؤججان الفتن وكيف يثيران الضغائن ويشتريان الذمم،وكيف يشعلان الحرائق، وكيف يستثمران الأزمات ، لإفساد الوطنية وتدمير قيم وثقافة الإنتماء،ولسلخ الضمير الإنساني والوطني الصادق والنظيف “..!!
ولكن صدق الشاعر العراقي (حسن المرواني) حين قال :

“نفيتُ واستوطن الأغرابُ في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتِ..”..!
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذب ٍ
أم غرك ِ البهرج الخداعِ مولاتي”.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى