الأخبارمحلياتمقالات

ما اعظمك يافتحي..

بقلم:د الخضر محمد الجعري:

فتحي نورين لاعب جودو جزائري سافر إلى الى اليابان ضمن الفريق الجزائري الرياضي للمشاركة في مسابقات اولمبياد طوكيو 2020 وقرر الاتحاد الدولي للجودو إيقاف اللاعب الجزائري مع الاتجاه لاستبعاده من أولمبياد طوكيو وترحيله إلى بلاده بعد انسحابه من مباراته الأولى في وزن أقل من 73 كجم, في مقابلة لاعب جودو صهيوني وكذلك ايقاف مدربه قبل انطلاق البطوله في  أولمبياد طوكيو2020.

وقال الاتحاد بأنه فتح تحقيقاً في الموضوع,  وزعم الاتحاد في بيانه بأن انسحاب فتحي نورين يتنافى مع فلسفة الاتحاد الدولي للجودو أي أنه عملاً مسيساً.

لكن منظمو اولمبياد طوكيو2020 لم يقولوا بإن الوقوف صمتا لتحية من اسموهم ضحايا الفريق الصهيوني في ميونيخ عام 1972م عملاً مسيساً إذ أنه  لأول مرة يحصل في تاريخ الاولمبياد بضغط من الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية واشياعهم من الدول الغربية بينما لم يقفوا دقيقة صمت على ضحايا المجازر الصهيونية المستمرة منذ 73 عاماً بحق الشعب العربي الفلسطيني وآخرها ضحايا القصف الصهيوني بأحدث آلات الدمار الصهيونية الامريكية لأطفال ونساء وشيوخ فلسطينيي غزة الذين تضامن معهم شرفاء العالم قاطبة في مسيرات مليونية ولم يقفوا حداداً على هؤلاء الضحايا كما وقفوا على ضحايا ميونيخ وكورونا, بل ولم يفكروا بضحايا قنبلتي مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين.

لكن رد فتحي نورين كان رداً بليغاً: فقال نورين: “صحيح أنها الألعاب الأولمبية ولكن إن شاء الله يعوضنا ربّنا. من واجبنا تجاه القضية الفلسطينية التي هي فوق كل شيء أن ننسحب بمواجهة لاعب يحمل علم إسرائيل”.

كم انت عظيم يافتحي فقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه  ,فهذه المواقف لا تصدر إلا من عظماء يحملون روحاً وثابة وللعزة والكرامة في نفوسهم مكان سامٍٍٍ, وعندما يصبح الخيار بين المكاسب الشخصية والمباديء الوطنية والقومية فإنهم ينحازون الى خيارات ومواقف اوطانهم وقضايا امتهم.

حقاً يافتحي فانت البطل قبل أن تدخل المسابقة وكسبت الرهان واحييت مآثر التاريخ واجترحت مأثرة كما اجترحها ذات يوم الضابط السوري جول جمال عندما ذهب للدراسة والتحق بالكلية الحربية المصرية ليحقق حلمه بأن يصبح ضابطاً بحرياً كما ذهبت أنت إلى الاولمبياد..وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر تقدم البطل جول جمال طالباً السماح له بالاشتراك في عملية عسكرية لكن طلبه رُفض من قبل قائده العسكري المصري لان القوانين لا تسمح لغير المصريين لكن جول جمال أصر على الاشتراك قائلاً:(عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شوارع اللاذقية.. وأنا لاأرى بلدين أنا أرى بلداً واحداً).

وفيما بعد تمت الموافقة على اشتراكه في عملية عسكرية فدائية فانطلق بزورق الطوربيد الخاص به في قلب البارجة الفرنسية الضخمة -جان بار-  يوم 4 تشرين الثاني 1956م وأثناء اقترابه من المدمرة الفرنسية استطاع (جول) أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة المميتة التي لاتستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها وهكذا استطاع البطل(جول) أن يصل إلى المدمرة الفرنسية وينفذ عمليته الفدائية التي أدت إلى استشهاد البطل (جول) وأغرق (جان بار) فخر البحرية الفرنسية آنذاك وعلى متنها 88 ضابطاً و2055 جنديا بحرية مؤكداً بذلك وحدة المصير العربي.

جول وفتحي أنتما الأبطال وايقونة التضحية فقد قدمتما دروساً في التضحية بالنفس والمستقبل الذاتي في سبيل مجد ورفع راية الامة وأكدتما بأن الأمة ولادة وأن صوت البطولة أعلى من صوت الخيانات..المجد لكما والخزي للخونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى