ثقافة وفن

جمعية الأخوة والمعاونة “أعرق وأهم جمعية دينية وطنية عرفتها حضرموت”..

بقلم / حسن صالح الكاف

تأسست الجمعية على أيدي نخبة من طلاب مدرسة الحق “بتريم” يتزعمهم السيد محمد بن أحمد الشاطري وخمسة من زملائه وهم السادة محمد عيديد بن سالم السري وعلي بن شيخ بلفقيه ومحضار بن علوي الكاف وعبدالله بن حسن الشاطري بدافع الوطنية المشتعلة والحماسة الدينية وبصفة سرية اتقاء لما يخشونه من غضب أوليائهم في بلدهم المحافظ “تريم” ودرءا لما يتوقعونه من حدوث اصطدام فيما بينهم وبين الأغلبية الساحقة من طبقة الشيوخ والشباب الجامدين مما قد يؤدي إلى اثارة أحد رجال السلطة فيأمر بالقضاء على هذه الجمعية وهي في المهد فاستمرت تعد عدتها وتوطد دعائمها وتعقد جلساتها السرية مدة سنوات في الخفاء حتى تم الاعلان عن الجمعية سنة 1350هجرية.

كان الدافع لتأسيس الجمعية في منتصف القرن الرابع عشر الهجري هو انتشال البلاد من الهوة السحيقة التي تردت فيها في جميع نواحيها السياسية والثقافية والاقتصادية ولعله من الطبيعي أن تلقى هذه الجمعية في بداية اعلانها معارضة شديدة من بعض المتعصبين وزاد في شدة المعارضة وجودها في “تريم” قلعة المحافظة (بحضرموت) فأرجف المرجفون حولها واشاعوا اشاعات وتكهنات مختلفة لا تمس الحقيقة بشيء حتى اذا اطلعوا على جلية أمرها وفهموا مغزاها نظروا اليها نظرة احترام وعلقوا على هذه الجمعية آمالا اصلاحية كبرى تحقق الكثير منها.

قامت الجمعية بنشر الثقافة والتعليم بمختلف الطرق والوسائل وتنبيه الرأي العام بخطورة الأمراض الاجتماعية التي أودت بالشعب وساهمت في تنوير الأفكار وقامت بمواصلة تأهيل اعضاء الجمعية لاعدادهم لأداء رسالة الجمعية وقامت بفتح المدارس للبنين والبنات وكبار السن. وممن تولى التدريس بمدارس الجمعية:

الأستاذ محمد بن أحمد الشاطري
الأستاذ محمد بن هاشم بن طاهر
الأستاذ محمد بن سالم بن حفيظ
الأستاذ محمد عيديد بن سالم السري
الأستاذ سالم بن علوي الخرد
الأستاذ علي بن شيخ بلفقيه
الأستاذ أحمد بن زين بلفقيه
الأستاذ توفيق أمان
الأستاذ عبدالله بن علي بن الشيخ أبي بكر
الأستاذ علوي بن زين بلفقيه
الأستاذ علي بن عبدالله بن سميط

وأسست الجمعية معهدا لاعداد وتدريب المعلمين تخرج منه العديد ممن تولى مهمة التعليم في شتى البلدان وكان لهم الدور البارز في الدفع بالعملية التعليمية ونجاحها في الوطن والمهجر.

كما تولت الجمعية مهمة ارسال بعثات الدعوة إلى الله في وديان ومناطق حضرموت النائية والبعثات العلمية إلى البدان العربية لاستكمال الدراسات العليا.

وعملت الجمعية على اصلاح حالة القضاء الشرعي بتريم وانشئت في سبيل ذلك مجلس التمرن على الفتيا وتولت ادارة شؤون الأوقاف.

حققت الجمعية نجاحا ملموسا في مختلف النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية من خلال انشطتها المتنوعة كعقد المحاضرات الدورية والحفلات الشعبية وحفلات التكريم والتأبين واصدار الصحف والمنشورات والتدريب والتأهيل المهني والأنشطة الرياضية وتيسير القروض والمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى