مقالات

تصحيح مفاهيم “32″: الانسحاب من جزيرة ميون.. “مزحة القرن”! بقلم| أ. أزال الجاوي

بقلم| أ. أزال الجاوي

قد تكون أهم جزيرة في العالم من ناحية الموقع، فهي إن جاز التعبير “مخنق” مضيق باب المندب والمتحكمة فيه والتي من خلالها كان لليمن السيادة والسيطرة على ذلك المضيق الاستراتيجي الأهم في الملاحة الدولية عبر التاريخ.

في حرب 1973 بين العرب وإسرائيل تم وضعها من قبل حكومة الجنوب في حينه تحت تصرف الجيش الثالث المصري، الذي لعب دوراً مهماً بسبب تمركزه في الجزيرة وبقية سلسلة الجزر المحاذية، والذي بدوره قام بإغلاق المضيق ومنع واحداً من أهم مصادر الإمداد للعدو، فضلاً عن محاصرة الاختراق والثغرة التي قام بها الصهاينة في البر المصري.

خلال فترة حكم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، حاولت فرنسا وأمريكا استئجارها من اليمن كقاعدة عسكرية، وفي العام 2016 تحدثت الأخبار عن سيطرة إماراتية على الجزيرة، ثم في العام 2017 حاولت تلك القوات تهجير مواطني الجزيرة وعمل استحداثات ومنشأة عسكرية ومدرج مطار، وقد تم رصد ذلك في تقارير إخبارية مصورة من أكثر من وسيلة إعلامية لعل أهمها التقرير الوثائقي بالصوت والصورة، وكذا بالأقمار الصناعية لقناة الجزيرة.

في الأمس، سمعنا أخباراً تفيد بأن القوات الإماراتية انسحبت منها وسلمتها لوحدات من خفر السواحل اليمنية!
إن صح خبر الانسحاب فهذا يعني شيء واحد فقط، وهو أن هناك قوة أكبر، قد تكون إحدى الدول العظمى، هي من ستحتل أو ستستلم زمام الأمور في الجزيرة، وأن الإمارات تخلي ذمتها أو تريد تصوير أنها تخلي ذمتها وما تسليم زمام الأمور لخفر السواحل اليمنية التابعة “للشرعية” كما جاء في الخبر، إلا نوع من التغطية أو نوع من الإستحمار ومزحة ساذجة يمكننا وصفها بأنها “مزحة القرن”.

لا مجال لأدنى شك أن خبر الانسحاب له ما بعده وليس مجرد خبر عابر أو صغير، وربما تكون تداعياته أكبر من حرب اليمن ذاتها ومن الإمارات وكل “التحالف العربي”، فلا يعقل أن يترك مكان بهذه الأهمية وفي هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية للفراغ دون أن تغطي ذلك الفراغ قوة مقتدرة في ظل صراع دولي واقليمي محموم على الممرات والموانئ، طبعاً هذا إن صح خبر “كذبة” الانسحاب من أساسه.

*من حساب أ. أزال الجاوي، على “فيسبوك” 30 يونيو 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى