مقالات

الإستشراف في افتتاحيات عمر الجاوي بقلم| محمد عبدالوهاب الشيباني

بقلم| محمد عبدالوهاب الشيباني

في واحدة من افتتاحيات “مجلة الحكمة”، التي كتبها رئيس التحرير الراحل الكبير عمر الجاوي في مارس 1987م، مستشرفاً الحالة العامة للبلاد المشطورة في ذلك الوقت، أشار إلى أن “كل ما هو قائم الآن في وضعنا اليمني يُفرح الانفصاليين، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين يريدون بيع أراضي اليمن لغير اليمنيين”.

لقد أزداد حجم الخطر في الوطن بكامله، لا بسبب جهلنا بالمؤامرة التي تحاك ضد شعبنا، وإنما لغياب الخطاب الوطني، ولاتساع مدى المصالح الانفصالية وانتعاش المخلّفات المغرقة في الرّدة والتراجع عن أهداف ثورتنا اليمنية.

ولا يقوم الأعداء بمعجزة مهولة نجهلها ولا نستطيع صدها، وإنما نحن الذين نقدّم لهم التربة الصالحة للتآمر وعلناً، لأننا فضّلنا القبيلة والطائفة والسلالة والمنطقة على الوحدة الوطنية لشعبنا في صالح الفائدة اليسيرة لجزء منه.

هناك أخطار واضحة أمامنا على قضيتنا الوطنية ووحدة يمننا تؤكده خلخلة قائمة في انتظام صفوف الوطنيين وصراع اتخذ طابعاً منافياً للتحالف المطلوب، الأمر الذي أنعش الأحزاب الانفصالية.

“أما الحل فيكمن في الحوار العلني بين الأطراف الوطنية لايجاد هذا التحالف مقابل التحالف المصنوع من الخارج للقوى الرجعية، وبمقابل الانتعاش المصنوع للأحزاب الانفصالية التي خرجت من السيادة الوطنية بعد تكريس الانفصال”.*

يزيد عمر هذه الافتتاحية عن ثلث قرن من الزمن، غير أن سطورها تقول إنها كتبت لتجيب عن أسئلة حيوية تنتجها لحظة الشقاء الكبرى التي نعيشها في وقتنا الحاضر، الذي استفحل واستشرس فيه الوعي التفكيكي بمحمولاته المناطقية الفجّة، الذي لم يخجل أصحابه من قضايا بيع أرض اليمنيين لغيرهم، فما بالنا بعملهم الدؤوب على الضدّ من أي تحالف وطني يناهض المؤامرات التي تحاك ضد الشعب اليمني ومقدراته وإرثه الحضاري الذي يتجلّى بتعدد ثقافاته ومذاهبة وأجناسه.

(*) افتتاحيات الحكمة (مختارات 1971-1989م) ص306 وما بعدها / كتاب الحكمة (3) اتحاد الأُدباء والكُتاب اليمنيين – ط1 بيروت 1989م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى