مقالات

مراكمة القوة لتحييد قوّات الغرب وطيران «إسرائيل» ومباشرة التحرير.. لا مفر من ذلك! بقلم/ نصر صالح

بقلم/ نصر صالح

الدول الغربية الاستعمارية تقيِّم حق الدفاع عن النفس في الصراع العربي «الإسرائيلي» وكذا مواقفها من مختلف القضايا من منطلق ديني صهيوني متحيز دائما لـ «إسرائيل» ضد الحقوق الفلسطينية.

هم يرفعون مبادئ «العدل» و«حقوق الإنسان» أو علمية تنفيذ الأحكام والقانون الدولي كشعارات من باب التفاخر الزائف فقط، ولا يطبقون ذلك في الواقع، (وأن كان ليس كل الغربيين هكذا، فللإنصاف يوجد في مجتمع الغرب – حاليا – بما فيها الدول الاستعمارية حركات يسارية علمانية، غير أنها غير فاعلة أو مؤثرة بما يكفي). والإنسان كإنسان يفترض فيه الإنسانية. لكن حكومات الغرب (السلطات) على النقيض من ذلك تقريبا حيث تستلهم النزعة التطرفية الدينية، وبالذات الصهيونية المسيحية/ اليهودية للأسف الشديد.. فضلا عن أن غالبية الحكومات الأوروبية، بحسب ما تؤكده وقائع التاريخ كما الحاضر هي أكثر الحكومات شرا.

ومن الأمثلة على شر حكومات الأوروبيين، يذكر التاريخ، أن حكومات أوروبا الغربية، وعلى رأسها الدول الإستعمارية الكبرى: بريطانيا، فرنسا، اسبانيا، انتهجت أسلوب القرصنة ونهب ثروات دول العالم الأضعف منها منذ زمن بعيد.. ومارست أساليب القتل والقتل الجماعي ضد هذه الشعوب الأضعف، بل ومارست بوحشية مطلقة الإبادة الجماعية، كما فعلت ذلك مع السكان الأصليين في الأمريكيتين مثلا.

ففي القرن السادس عشر، على إثر اكتشاف المغامرون الأوروبيون قارة جديدة وهي أمريكا نهاية القرن 15 وكان بالصدفة، أقدموا على نهب ثروات أهل هذه القارة (الشمالية والجنوبية)، وذلك عن طريق اللصوصية وكذا بالقتل الجماعي للسكان الأصليين للإستيلاء على أملاكهم، ومنها أرضهم. وقد أبادوا تقريبا معظم سكان أمريكا الشمالية، وخلطوا بين الأجناس الأوروبية واجناس أمريكا الجنوبية.

وأنشأ المغامرون الأوروبيون على جماجم أهل أمريكا الشمالية الحقيقيين دولتي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وكانوا استخدموا في تلك الإبادة الجماعية الحرب التقليدية ووسائل أخرى أوسخ وهي أنهم كانوا يقدمون بطاطين ملوثة بجراثيم الجدري والسل والكوليرا كهدايا للسكان الأصليين بغرض أن تحصدهم هذه الجراثيم ببساطة، وقد قتلوا بتلك الطريقة الشريرة اللا إنسانية الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة. بل، وقد كانوا يقدمون جوائز مالية لمن يأتي برأس أو فروة رأس «هندي أحمر»، أي أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال، بل لقد أصبح الصيادون الأوروبيون يتفاخرون بأن أحذيتهم مصنوعة من جلود بشر !

ويُحكى أنه كانت هنالك حفلات للسلخ والتمثيل بأجساد السكان الأصليين (الهنود الحمر) يحضرها كبار المسؤولين الأوربيين. ويذكر التاريخ أن مغامري سكان دول أوروبا الغربية أبادوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين في أمريكا، والنتيجة كانت طبعا تغيير كامل لسكان أمريكا، وتحديدا أمريكا الشمالية، ليحل محلهم الأوربيون.

وعندما اتجه الأوربيون نحو أفريقيا حولوا العبودية (الرق) إلى تجارة عادية مثل (تجارة الماشية)، وكانت الحكومات الأوروبية هي التي تحتكر هذه التجارة اللا أخلاقية واللا إنسانية على الإطلاق.

وفي شرق آسيا استخدموا حرب المخدرات للسيطرة على شعوبها، ويسجل التاريخ أن الحكومات الأوروبية تاجرت بالمخدرات. ويذكر أن بريطانيا صدّرت أول شحنة من المخدرات إلى الصين في العام 1781م. ولم يكن هدفها المال فقط، بل كانت تنوي من وراء ذلك تعطيل قدرات ذلك الشعب العظيم صاحب أعلى كثافة سكانية بالعالم. ولما أحس إمبراطور الصين بخطر المخدرات على شعبه سن قوانين تمنع المواطنين من التعاطي، فأغضب ذلك حكومتي بريطانيا وفرنسا فأرسلت سفنهما وجنودهما إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها لتجارة المخدرات بالقوة، وتمكنا من هزيمة الصين ودخلا بكين، وفرضا نشر المخدرات على الصينيين.. الذي نجح، فيما بعد في العام 1948م، الزعيم ماو تسي تونغ في القضاء على المخدرات بثورته.

ومن أبشع ما قام به الأوربيون هو ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية بعد غزو العراق وقتل ما يزيد عن مليون ونصف عراقي وتدمير جيشه وحل حزبه الحاكم. وقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 وكُشف أن الأمريكيين قد قاموا بعمليات قتل وتعذيب واغتصاب وانتهاكات رهيبة في سجن أبوغريب (الغالبية العظمى من سكان الولايات المتحدة هم من أصول بريطانية، أيرلندية وألمانية).

إن من الغباء أن ينتظر أحد من حكومات دول الغرب هذه أن تتخذ قرارا عادلا أو فعلا منصفا لأهل فلسطين العربية المغتصبة أرضهم والمصادرة حقوقهم والذين ينكل بهم يوميا من قبل جنود الكيان «الإسرائيلي» الصهيوني المحتل الذين جاؤوا من أوروبا نفسها ويتشربون مع الأوروبيين ذات التراث العقيدي.

إن الفعل الصح، هو مراكمة القوة، الوصول لحالة التمكن من التشويش على طائرات العدو، إبطال مفعول القنابل الذرية أو منع العدو من استخدامها، تحييد قوى الإستعمار الغربي.. وبعدها تكون ضربة واحدة من قبل محور المقاومة ومباشرة التحرير العملي.

مهمة ثقيلة ومكلفة جدا.. لكن لا مفر من القيام بها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى