الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

نيجيريا بالمرتبة 24 عالميًا ضمن أقوى الاقتصادات.. متى سيستفيد اليمن من هذه التجربة!

حيروت

كانت نيجيريا مثالًا حول الآثار الفورية للحرب الأهلية وإمكانية حدوث مجاعة خلال النزاع تودي بحياة الآلاف من السكان، غير أن وضع نيجيريا منذ انتهاء الحرب تحول رأسًا على عقب، إذ تصنف حاليًا من الدول الأكثر نموًا في القارة الإفريقية، وضمن أقوى الاقتصادات في العالم، إضافة إلى تحولها إلى قوة إقليمية معتبرة وذات وزن متوسط على المستوى الدولي، بحسب المشاهد.

لقد تغير مصير نيجيريا جذريًا، وعلى كل المستويات، عما كانت عليه خلال الحرب الأهلية وما تلاها من مراحل قبل الانتقال والتحول إلى الديمقراطية، وذلك على الرغم من استمرار بعض المعضلات التي تواجهها البلاد.

منذ اندلاع الحرب في اليمن، تراقب الأمم المتحدة عن كثب الوضع الإنساني في البلاد، وتنشط منظماتها بشكل مكثف في مجال الإغاثة الإنسانية، وحذرت مرارًا عبر منظماتها، وفي مجلس الأمن الدولي، من أن اليمن مهدد باستمرار بمجاعة ستكون عواقبها كارثية، ونتيجة هذا التهديد تحشد الأمم المتحدة باستمرار مجهودًا دوليًا لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية، بخاصة من قبل كبار الداعمين الدوليين.

ليست المجاعة التهديد الوحيد، إذ تواجه البلاد تمزقًا اجتماعيًا وانقسامات خطيرة، فيما يعيش الاقتصاد حالة انهيار، والقطاعات الإيرادية، ومنها القطاع النفطي، شبه جامد، وتعيش البلاد ومواطنوها على المساعدات الخارجية.

وكانت اليمن قبل الحرب دولة ديمقراطية، قبل تمزق رقعة البلاد بين الأطراف المتصارعة، وزيادة حدة الصراع الإقليمي المؤثر بشدة والمحدد لتوجهات النزاع اليمني.

المشهد في نيجيريا اليوم يقدم لمحة عن أهمية طي صفحة الحرب وخوض تحديات العودة إلى الاستقرار والانتقال الديمقراطي، باعتباره أفضل خيار يتيح تجاوز آثار الحرب وإعادة البناء، بخاصة إعادة بناء الاقتصاد، كما فعلت نيجيريا عقب الحرب، والتي ركزت على التنمية الاقتصادية.

وبالنسبة لليمن، يؤكد الخبراء الاقتصاديون، إضافة إلى العديد من الأطراف المعنية محلية ودولية، أن الأولوية عقب انتهاء الحرب، هي التركيز على التعافي الاقتصادي وإعادة تأهيل وتشغيل القطاعات الإيرادية.

تمثل تجربة نيجيريا درسًا ملهمًا لليمن بالنسبة لأولويات ما بعد الحرب، إذ يعد التركيز على إعادة بناء الاقتصاد الطريق الأمثل نحو التعافي وتجاوز مرحلة الحرب، خصوصًا في ظل الأوضاع التي فرضتها الحرب في اليمن، وتسببها في أزمات مستمرة للعام السابع، منها انقطاع رواتب معظم الموظفين الحكوميين في مختلف القطاعات، وهو ما أثر على قطاع واسع في المجتمع يعيشون على أمل انتهاء الحرب وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى