مقالات

لم نخسر ابتسامتنا.. لأجلك يا عيد! بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

نحمد الله ونشكره الذي أتم علينا شهر القرآن والمغفرة والخير والإحسان ونحن بصحة وسلامة واستطعنا خلاله من أن نتم قراءة القرآن الكريم بتمعن ومعرفة معانيه، الأمر الذي هوَّن علينا حالة الهلع التي إجتاحتنا بسبب متطلباته والتي يعلم بها الجميع، لأن رمضان تعتبر حاجياته خاصة لكافة الأسر والتي تتشابه فيما بينها مع إختلاف الجودة والكمية بين الأسر الغنية والأسر الفقيرة والأسر المعدمة الإمكانيات.

إلا أن رمضان له من اسمه نصيب كبير فهو شهر الخير فتجد الأسر المعدمة الإمكانيات والأسر الفقيرة لديها فرحة وابتسامة ظاهرة من القلب على محياها لأنها تعيش مع رمضان بوجدانها وروحها الديني من خلال تعاملها مع الآخرين وهذه هي أهم صفات هذه الأسر طوال العام إلا أن شهر الخير يظهرها وكذلك الإلتزام بالصلوات بالمساجد والتي تقوي صفات الصبر والرضا بما كتبه الله لهم لدى هذه الأسر.

رغم أن الألم الذي يحدث لهم وهم بطريقهم للمساجد ألم كبير فيحاولوا أن يعالجوه بالدعاء أثناء صلاتهم حيث يرون بقايا الأكل التي ترمى بكميات كبيرة وهذه البقايا سيعيش بسببها الكثير من الأسر معدومي الإمكانيات والتي إذا تم ترتيبها ووضعها بعلب أو أكياس ليأخذها للجامع أو أن يخرج أحدهم بسيارته إلى أقرب جولة أو تقاطع ليجد المستحقين والذين يربطون على بطونهم بوجبة بسيطة واحدة باليوم هي سحور وفطور لكن الإبتسامه والرضا بما كتب الله لهم والقناعة لا تفارق وجوههم.

وبما أن رمضان هو فرحة ولكل فرحة إحتفالية فتأتي إحتفالية رمضان بنهايته بفرحة العيد والتي تفرح به الأسر الميسورة الحال بالمشتروات من ملابس وكماليات العيد أما الفقير فإنه يتألم ويتحسر بسبب العيد لعدم إستطاعته على شراء أي شيء لا له ولا لأسرته بسبب الأسعار الخيالية التي لا ضابط لها وكل شيء تحت بند إرتفاع الدولار الدولار الذي يتلاعب به “من ليس لهم علم به” والضحية المواطن البسيط الذي يفقد إبتسامته بيوم العيد.

ولكن لإيمانه بالله تعالى ولمعرفته بأن حكمة الله تعالى من العيد هي مكافئة العبد لصيامه شهر كامل وإلتزامه بتعليمات الله تعالى كما ذكرت بالقرآن الكريم فتأتي المكافئة للعبد البسيط الذي إلتزم بتعليمات خالقه بالإفطار وهنا ترتسم الفرحة والإبتسامة والتي ستبقى هي العنوان لكل عبد خاف مقام ربه وليست الفرحة بشراء الملبوسات والكماليات.

وهذا هو التحدي الأكبر الذي نراه بالأسر الفقيرة والمعدومة الإمكانيات بأن تبقى إبتسامتهم وفرحتهم لإيمانهم بالله تعالى وما كتبه الله لهم وليس بفرحة دنيوية كذّابة.

وكما رأينا الواقع بأيام العيد الذين يفرحون ويلعبون ويبتسمون هم البسطاء رغم أنهم يلبسون ملابسهم القديمة بعد غسلها وكويها.

اللهُمَّ أغمر قلوبنا بالفرح واغسل أحزاننا وفرج همومنا واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا وارزق كل محتاج واشفي مرضانا وارحم موتانا ووفقنا لما تُحِب وترضى يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى