حل القضية الفلسطينية وفقاً للرؤية الصهيونية وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد أو ما اصطلح على تسميته “بصفقة القرن” تدل كثير من المؤشرات على أن وصول ابن سلمان إلى سدة الحكم مرتبط بإتمام تلك “الصفقة”. وهذا ما يفسر استعجال الرجل وتخبطه وحرقه للمراحل في إتمام ترتيبات تلك “الصفقة” بالتوازي مع تهيئة الداخل لوصوله للحكم بسلاسة وكأن تلك “الصفقة” هي ثمن وصوله للعرش، وهذا ما يدل عليه الكثير من المؤشرات.
ما تم إلى الآن في سبيل إتمام تلك الصفقة تعثر، وتعثر معه وصول ابن سلمان السريع إلى سدة الحكم؛ بل ومع مرور كل يوم تتعثر تلك الصفقة أكثر وتهتز الثقة في قدرات ابن سلمان على حكم السعودية وقدرة السعودية ذاتها على لعب أي دور إقليمي فاعل. ومع مرور الأيام يتقلص دورها وفرص وصول ابن سلمان للحكم أيضاً.
خلال الأشهر الماضية تغيرت صورة الأمير الشاب من الرجل الطموح الذي يسعى لإصلاحات جذرية شاملة في بلاده ومحيطه الإقليمي إلى رجل متهور متخبط قصير النظر يصنع أزمات لا يستطيع حلها, أي أن الرجل بدأ يظهر داخلياً وخارجياً على أنه بذاته مشكلة. ومع مرور الأيام تتكرس تلك الصورة؛ وكلما تكرست أكثر تقلص حظه في الوصول للمُلك رغم تركز كل السلطات في يده الآن.
خلاصة: إذا لم يصل الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى العرش خلفاً لوالده خلال أسابيع، بل خلال أيام، وإذا استمر في ربط وصوله للمُلك بما يسمى “بصفقة القرن”، فإنه ربما لن يصل لسدة المُلك أبداً، وهذا هو المرجح.
والله أعلم.
من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك نشرت بتاريخ 27أكتوبر2016
