مقالات

الفكر العربي المعاصر… وتأثره بالموروث والمستورد

بقلم/ عبدالحميد الروسي

تتمثّل إشكاليات الفكر العربي المعاصر في جملة القضايا النظرية التي يناقشها المثقفون العرب في الوقت الحاضر، والتي تخص وضع العرب الراهن في علاقته بالماضي العربي وبالحاضر الأوروبي الذي يفرض نفسه اليوم حاضراً للعالم أجمع، نقول “الماضي العربي” ونقصد حضوره في الواقع العربي المعاصر، الفكري منه والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.


إن هذا يعني أن الامر يتعلق أساساً بحالة “الإنشطار” التي تطبع الواقع العربي الراهن، والتي تجعل منه واقعاً يتنافس عليه ويصطدم فيه ويتصارع صنفان من المعطيات: صنف موروث من ماضينا ينتمي بجملته إلى حضارة القرون الوسطى بتقانتها اليدوية الرتيبة وقيمها الأخرويه المثالية، وصنف وافد من حاضر غيرنا ينتمي بكليّته إلى حضارة العصر الحديث، بتقانتها الآليه المتطورة وقيمها الدنيوية المادية. ومايضفي الطابع الإشكالي على حالة “الانشطار” هذه، هو كونها تعكس ليس صراع القديم والجديد بل صراع “الأنا” و “الآخر”.

فضلاً عن ذلك، فالقديم هنا ينتمي إلى “الأنا”، بينما ينتمي الجديد إلى “الآخر”. إنها منافسات مختلفة وعلى فترات متباعدة، تعالج في جملتها هذا الوجه الإشكالي في قضايا الفكر العربي المعاصر؛ الوجه الذي يعكس التوتر والقلق اللذين يولّدهما ويغذيهما في الوعي العربي الراهن، الشعور بمأساوية وضعية انفصامية، ينتمي فيها “الأنا” إلى الماضي، بينما ينتمي فيها الحاضر إلى “الاخر”، وضعية يجد فيها “الأنا” العربي نفسه يتحدد بماضي يريد تجاوزه، وبحاضر لم يعد بعد له، الأمر الذي يجعله يشعر بفراغ على صعيد الهوية، ويعاني بالتالي من القلق والتوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى