هدنة خليجية قطرية في قمة العلا وليس صلحاً باتاً !!! بقلم/ مسعود أحمد زين
حيروت – بقلم/ مسعود أحمد زيـن
1) يفرض تاريخ الخصومة في السنوات السابقة ومحاولات إصلاحها التي انتكست مرارا، ويفرض بقاء القضايا الرئيسية التي كانت سبب الخلاف كما هي دون تغيير كبير فيها، يفرض ذلك إعتباراً ما تم في قمة العلا تهدئة أو هدنة ويبقى الصلح الحقيقي متروك لجهود المستقبل في حل القضايا الخلافية بين الأطراف بشكل فعلي وليس مجرد إعلان نوايا كما تم اليوم في اجتماع القمة الخليجي.
2) هل كانت القمة الخليجية إستجابة لجهود وضغوط الوساطة الخارجية؟ الجواب : نعم ولكن ليس بشكل كلي فالضغوط الامريكية لتوحيد الصف الخليجي ضد إيران موجودة وبقوة منذ اكثر من عامين وليست وليدة اليوم، والجهود الكويتية للتوسط كانت موجودة بإستمرار منذ بدء الخلاف قبل ٣ سنوات تقريباً.
3) أعتقد أن هناك دافع أكثر أهمية ( غير الضغوط الخارجية) شجع على إتخاذ هذه (المناورة) السياسية من قبل السعودية تحديداً وكذلك قطر.
فالجانب القطري يعتبر اليوم أن أعاد العلاقات مع الأطراف الخليجية ومصر دون أن يقدم تنازلات علنية تلبية للمطالب ال ١٣ التي أشترطتها عليه الدول الأربع سابقاً ، وأن تم الإستجابة غير المباشرة لبعضها من خلال ربما تعديل التعاطي مع تيارات سياسية بالمنطقة كان قطع العلاقة القطرية معها أحد المطالب ال 13.
4) أما الدوافع السعودية لقمة اليوم ربما ستتضح في الأيام القادمة ،فإلى جانب هدف تصفية أي أوراق مقدما في المنطقة يمكن أن تستخدمها الادارة الامريكية الديمقراطية القادمة وأقصد بذلك أمرين : الأول : تحييد قطر ومنظمات الضغط الممولة منها في أمريكا وأوروبا حتى لا تثير أي قضايا حقوقية ضد المملكة امام الدوائر الرسمية بالغرب تستغلها لاحقاً إدارة بايدن للضغط على السعودية ،والثاني: الفتوى الدينية لهيئة العلماء السعودية بتجريم الاخوان المسلمين حتى لا تضغط الإدارة الأمريكية القادمة للإفراج عن تلك القيادات والسماح لهم بمعاودة النشاط بإسم حرية الرأي.
5) إلى جانب هدف تصفية الأوراق مقدماً بالمنطقة ربما تسعى السعودية بعد نجاحها في دوران عجلة إتفاق الرياض وعودة الحكومة إلى عدن ربما تسعى لضمان توفير بيئة أفضل لنجاح الحكومة في المناطق المحررة من خلال تخفيف حدة الإستقطاب الموجود بين طرفي إتفاق الرياض وذلك بطلب جهد قطري لترطيب موقف الأطراف القريبة منها أو على الاقل تحييد الموقف القطري من هذه العملية.
هذا الهدف إذا تحقق يعتبر نجاح سياسي للسعودية في صون الإستقرار جنوباً بعد الفشل العسكري شمالا في مناطق سيطرة الحوثي.
6) الهدف السعودي الأخير الذي لايمكن أن نتنبأ به الا إذا سمعنا في الأيام القادمة عن أي إتصالات لقيادات حوثية بالدوحة، بما يعني دخول قطر في ملف التوسط لوقف الهجمات المتبادلة بين الحوثي والسعودية.
7) البعض قد يقول لماذا قطر في ظل تواجد عمان، والجواب أن عمان أكثر تحفظاً في نسج جهودها الدبلوماسية وليست في موقع الوسيط المستعد لحل مشاكل السعودية مع الحوثي في الوقت الذي تشعر فيه عمان بالقلق الكبير من التطورات السياسية بالمهرة والتي للسعودية اليد الطولي بذلك.
8) الأمر الآخر هو أن خير من يمتلك شروط الوساطة والضمان لأي إتفاق بين الحوثي والسعودية هو روسيا وهي مستعدة لذلك حتى في ملف الجنوب، إلا أن السعودية ربما لا تريد إغضاب الحليف الأمريكي بفتح الباب بشكل مباشر لدور روسي كبير في جنوب الجزيرة.
9) الخلاصة : الايام ستكشف هل قمة العلا حدث عابر إستجابة لضغوط فقط، أم ترمي أطراف فيه لتحقيق مكاسب غير ملحوظة الآن ،وما يهمنا نحن هو إنعكاس ذلك على ملف الحرب باليمن … هل تسعى الأطراف لخلق إستقرار يكرس الوضع السياسي الموجود الآن في صنعاء وعدن. ؟