استطلاعات وتحقيقات

الأزمات تتوالى على مصر .. ميناء إيراني سيشكل خطراً على قناة السويس

أعلنت منظمة منطقة جابهار الإيرانية للتجارة الحرة يوم 5 تموز / يوليو أن التبادلات التجارية مع مومباي وهامبورغ وسان بطرسبرغ ستتم عبر أستراخان (في روسيا) وأنزالي وتشابهار (في إيران) ونهافا شيفا (في الهند) بدلاً من قناة السويس. وقال موقع “المونيتور” الأميركي في مقالة للكاتب محمد حنفي من القاهرة إن هذا الأمر يثير تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العائدات الناتجة عن القناة المصرية، وهي مصدر رئيسي في اقتصاد يعاني بشدة من جائحة فيروس كورونا.

وتعد قناة السويس التي يبلغ طولها 193 كيلومتراً مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية لمصر وأحد ركائز الاقتصاد الوطني في مصر. ويعتبر أسرع ممر للشحن البحري في العالم بسبب موقعه الجغرافي وقدرته على تقليص وقت السفر بين آسيا وأوروبا بمتوسط ​​15 يوماً.

وقال الكاتب إن عائدات القناة انخفضت في أيار / مايو بنحو 9.6٪ على أساس سنوي بسبب تداعيات الوباء على التجارة العالمية.

وقال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات إعلامية في 4 تموز / يوليو إن إيرادات القناة بلغت 5.72 مليار دولار في السنة المالية 2019-2020 مقارنة بـ5.75 مليار دولار العام الماضي، مسجلة انخفاضاً قدره 32.1 مليون دولار بسبب تداعيات فيروس كورونا، نتيجة انخفاض التجارة العالمية بنسبة 18٪. وقال ربيع إن السياسات التسويقية الجديدة التي اعتمدتها الهيئة لاجتذاب وتنظيم حركة الملاحة لعبت دوراً إيجابياً في الإيرادات المتولدة.

وقال المتحدث باسم الهيئة، جورج صفوت، للمونيتور، إن فكرة ممر النقل الدولي الإيراني تعود إلى عام 2000 عندما وقعت إيران وروسيا والهند اتفاقية مشتركة لبدء إنشاء طريق نقل يشمل خطوط النقل البحري والبرية والسكك الحديدية. وقال إن المسار يهدف إلى نقل البضائع والشحنات من الهند وإيران إلى البلدان المحيطة ببحر قزوين ومن هناك إلى روسيا وألمانيا والعكس بالعكس على مسافة 7500 كيلومتر (4660 ميلاً). وقد تمت متابعة تنفيذ هذا الممر عن كثب منذ ذلك الحين، وتأجلت العملية بشكل متكرر بسبب ارتفاع تكلفتها.

وأضاف صفوت أن النقل عبر الممر الإيراني يمر بأربع مراحل، وبالتالي فإن تكلفة النقل أربعة أضعاف تكلفة النقل عبر قناة السويس. وأضاف أنه فيما يتعلق بالسرعة، يستغرق الأمر 19 يوماً لشحن حاوية مباشرة من الهند إلى هامبورغ في ألمانيا عبر قناة السويس، مقارنة بأكثر من 20 يوماً عبر الممر الإيراني. وبعبارة أخرى ، فإن قناة السويس أسرع وأرخص بحسب صفوت.

وأشار مسؤول الهيئة إلى أن الممر الدولي الإيراني ليس منافساً أو بديلاً لقناة السويس المصرية التي تتجاوز طاقتها مليار طن سنوياً على عكس سعة الممر الإيراني المحدودة، لأن هدفه هو خدمة تجارة آسيا غير الساحلية، بين الدول والبلدان المطلة على بحر قزوين، وهو ما يحد من البضائع.

لكن محمد السعيد إدريس، خبير الشئون الإيرانية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عبّر عن رأي مختلف. وقال للمونيتور إن إيران تتطلع لخدمة مصالحها في المنطقة في ضوء التحديات التي تواجهها بسبب الخلافات الحادة مع دول الخليج العربية والولايات المتحدة، وإن إيران لها الحق في استغلال هذا الممر التجاري الذي يخدم مصالحها.

وأشار إدريس إلى أن هناك خلافات غير مباشرة بين مصر وإيران حول دعم القاهرة لمواقف دول الخليج ضد طهران، لكن لا يوجد عداء مباشر مع مصر، كما هو الحال مع دول الخليج. واستبعد أن يكون الإعلان الإيراني عن الممر التجاري يهدف إلى إثارة العداء مع مصر وتوجيه ضربة لقناة السويس، لأن هدفها الاقتصادي هو فقط الحفاظ على المصالح الإيرانية، وخاصة في ظل العقوبات الأميركية.

وقال صلاح عبد الله، عضو البرلمان السابق ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي العربي، للمونيتور إن قناة السويس ليس لها منافس وهي أسرع ممر بحري في العالم بسبب موقعها الجغرافي المتميز. وأضاف أن مصر طورت على نطاق واسع قناة السويس لاستيعاب السفن العملاقة التي تنقل البضائع ذات الحمولة الضخمة. وبالتالي، لن يؤثر الممر الإيراني المعلن على عائدات قناة السويس.

وقال عبد الله إن العلاقات بين إيران من جهة ، ومن جهة أخرى السعودية ودول الخليج، التي تسيطر على البحر الأحمر مع مصر ، متوترة. لذلك، فإن طهران تبحث عن طرق تجارية بديلة تحسباً لأي تطورات مستقبلية. وأوضح أن الإعلان الإيراني عن الممر التجاري جاء كبديل مؤقت أو كطريق إنقاذ وليس كبديل اقتصادي، لكن قناة السويس تظل الممر البحري الأسرع والأرخص والأكثر أماناً في العالم، وهذا يفسّر ارتفاع الاقبال عليه.

المصدر : المونيتور

ترجمة : الميادين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى