مقالات

أنا فتاة عربيّة…! للكاتبة ليزا جاردنر .

بقلم / ليزا جاردنر

غريبة تلك الفتاة.. بملامحها الأعجمية

إنها عربية… بغير هويّة..!

تتحدث العربية، الفرنسية والإنجليزية…!

لكنها فاقدة للانتماء والجنسيّة…

ضائعة بين هذا وذاك في الهنا والهناك…!

 تقود سيارتها في شوارع الشّمال الانجليزي

وتعانق ضباب السّماء…!

هذا الضباب البارد يعبق منه العود الفاخر الفرنسي،

احتلت أوربا هويتها وهويتنا،

افتكت عطرنا وطعامنا،

فتبخّر في أوطاننا العربية…!

العود الفاخر، عود أصفهان يعبق برائحة “كريستين ديور”

 إنّها ليست اليوم عربية بل فرنسية أو هي إنجليزية أو لا شيء..!

طمست معالم وجهها… فلا ترانا ولا نراها مع أنين رشفه

“قهوة المخا اليمنية …!”

 من ستار “بوكس” …ما زالت تلك القهوة بغير رائحة ذكيّة…!

سألتك لقد اخذت مني كل شيء وبعض من الشيء!

أصبحت لا أعرف نفسي ولا أعرف حتى ملامحي أو اسمي! 

لكني أنا فتاة عربية…

أتعبتْني أنوثتي…

أتعبتْني عروبتي…

وتعبت… تعبت من “العقليّة الذكوريّة”…!

هل لي في يوم ما أن أكون كما أنا…؟

مدنيّة كنتُ أو بدويه…؟

لما هذا الهجوم ولما هذا التهميش ولما هذه العنجهية…!؟

أراني مستسلمة لهيمنتكم، مستسلمة لجبروتكم وعنصريتكم،

فقط لأني فتاة عربية …!

العربية يا سادة لا راحه لها..ولا سكينة ولا هويّة..!

 نشتريها ونبيعها كما يريد الاستعمار وأصحاب النوايا المصلحية

لا خيار لها، لا خيار لنا…!

الفتاة العربيّة يا سادة

ليست إنسيّة، وليست جِنيّة…

ربّما اليوم تكون عربية، وغدا تصبح إرهابيه وغبية…!

هناك من يدّعي أنها تَغوي وتُلهي عن الصلاة!

وتَنْقض الوضوء! وعليها أن تكون في الأعياد ضحيّة. 

وهناك من يدعي إنها الشيطان ذاته في ثوب إنسيّة…!

ضائعة بين مفترق الطرق بين الرّاعي والرّعية…

سلّمت لكم كل ما أملك…

أُتركوني وشأني  … دعوني أطوي الماضي وأنسي الحاضر…

 وأتحول إلى إرهابيه مع البقية…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى