مقالات

تحصيل الحاصل .. وبعد !! بقلم / أزال الجاوي 

 

 

بقلم / أزال الجاوي

 

تحركات المجلس الإنتقالي الأخيرة لاتعني أنه يسير نحو “استعادة الدولة” بمفهومها السياسي كم يروج إعلاميًا لكنه يسير نحو استكمال اجراءات فرض ترسيخ وقائع الإنقسامات الحادة وتعميقها على الأرض والتي تم التأسيس لها دولياً وإقليميًا ومحلياً خلال سنوات الحرب الثمان وتمتد جذورها إلى أبعد من ذلك بعقود .

 

الحق يقال أن المشكلة ليست في إجراءات الإنتقالي فهي تحصيل حاصل في مرحلة جني الثمار ، لكن المشكلة وجوهرها تكمن في من همش وأضعف القوى الوطنية الجنوبية تحت مبررات ( لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ) وكأن ماكان يدور في الجنوب ليس ضمن تلك المعركة ويمكن تجاهله و تأجيله والتراخي في التعامل معه في تناسي أو تعامي واضح عن جوهر وأساس وسبب الحرب وأهم أهدافها بل لا نذيع سراً إذا قلنا أنه تم إضعاف بل التنكيل أحيانًا بالوطنيين الجنوبيين ممن يفترض أنه نصفهم الآخر في ملحمة الدفاع الوطني .

 

اليوم لم يعد هناك متسع من الوقت لصنعاء للوقوف في حالة ذهول أو لترديد شعارات السيادة والوحدة دون مد أيديهم للقوى الوطنية الجنوبية وجعل القضية الجنوبية أولى أولويات المرحلة فعلاً وليس قولاً خاصة ونحن في نهاية الوقت البدل ضائع و أن دون ذلك هو التسليم بالهزيمة والبكاء على أطلال الوحدة الوطنية المغدورة وعلى شعارات السيادة الوهمية ، على إخواننا في الضفة الشمالية من الوطن أن يفهموا أن أيدينا التي كانت ممدودة لهم خلال كل سنوات الحرب العجاف وما قبلها أنها لن تظل كذلك لأنها وببساطة على وشك أن تكسر وللأسف فإنهم هم من ساهم في ذلك بعلم أو بجهالة ستجعلهم يقولون عاجلاً أم آجلًا أكلنا يوم أُكل إخواننا في الجنوب .

وبعد كل الذي صار ويصير ألا يحق للشعب أن يتساءل ماالفرق بينكم وبين من تطلقون عليهم صفة “الإنفصاليين” ؟!

 

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى