مقالات

ثم..أما بعد!! بقلم / وضاح اليمن الحريري

بقلم / وضاح اليمن الحريري
طبعة الرئاسة الجديدة في اليمن، المتمثلة بقيادة مجلس القيادة الرئاسي الذي لم يتجاوز من عمره الأشهر الخمسة، تبدا بتنقيح نفسها تلقائيا والصدام فيما بين قوات عناصرها الأمنية والعسكرية، فيما يعرف اليوم بأحداث شبوة، التي تكاد تداعياتها تعصف ببعض مكونات المجلس الرئاسي، عطفا على قوانين التطهير الذاتي المعروفة بان النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
إن دخول الهدنة مرحلة ثالثة ادى إلى ظهور مشكلة تناقض مصالح القوى والأطراف السياسية التي تشكل منها مجلس القيادة الرئاسي، لأنهم في حقيقة الأمر مشغولون ببعضهم اكثر من انشغالهم بهزيمة الحوثي فالنظرة الفعلية للأمور تظهر ومن خلال تجليات احداث شبوة أن هذه الأطراف غير مقتنعة بمشاركة غيرها لكعكعة السلطة في حدود المناطق المحررة، مما يعني أن اندفاعات اخرى سوف يتمرغ بها المجلس الرئاسي مع كل حالة من عدم التوافق التي ستظهر في بنيانه او بنيان حلفائه مهما كانت درجة الاختلاف حولها بسيطة، اي أننا نستطيع بسهولة ان نتبين الأحداث القادمة من حيث فتح باب السماحية لتسيد اطراف على حساب اطراف اختلفت معها او تكن لها العداء.
نحن نستطيع ان نتوقع غدا التهام البلاد بيد حفنة مسيطرة، بمقدورها تحت شعار القوة ولا شئ غيرها مصادرة مصائرنا جميعا افرادا او فئات او مكونات، بسلطة الضوء الأخضر الممنوحة من القوى الإقليمية التي تلعب معنا لعبة الحاوي الشرير فهي تلتزم بشروط الهدنة مع الحوثيين من جهة بينما تسمح لأحداث عنيفة بالوقوع في نطاق سيطرتها الجيوسياسية وهو ما صار غير مفهوم على الاقل لدى الأطراف التي ستفاجأ بأنها صارت في حالة اقصاء متراكمة في الأساس منذ بداية عملية الاقصاء التي قبلت ان تكون جزءا منها منذ وضعت فكرة الشراكة وفرضت نفسها ذات يوم.
الشغلة لا تتعلق بالجنوب والشمال ولا تتعلق بحزب الاصلاح فهذا تفسير سطحي للأحوال والأوضاع، الفكرة مرتبطة جوهريا بالمبدأ ذاته، وهو ان الشراكة عملية غير مرغوب بها من قبل الجميع، لان الجميع مازال مقتنعا بحقه فقط دون سواه بالسيطرة والحكم، مما سيجر البلد وبالذات المناطق المحررة الى دائرة عدم اليقين بفكرة وحدة الصف والموقف، وسيمنح ورقة اضافية للخصم العتيد المسمى بالحوثيين ليستخدمها في مزيد من المساومة وتحقيق انتصارات سياسية ودبلوماسية لم تكن لتجول في خاطره ابدا.
الصراع شبه الخفي الذي يدور بين اطراف الشرعية يوحي بان أكبرهم قوة لا يطمح باستعادة الدولة او هزيمة الحوثيين او غيرهما، بل بالعكس يمكنه ان يسجل طموحه بحكم المناطق المحررة بذاته لوحدها، في محاولة لاستنساخ تجربة الحوثي في سيطرته على صنعاء ومحاولته اخضاع الرئيس المتنحي هادي لمجموعة الشروط التي وضعت له في مقابل بقائه على رأس السلطة في صنعاء حينها.
إذن فقياس الرغبة في التمدد والحكم واستمرار البقاء فيه هما العاملان الحاسمان اللذان دفعا المجلس الرئاسي الى الاصطفاف في موقف جعله يظهر في شهره الخامس وكانه استطاع المشي على قدميه فجأة كشاب ناضج في العشرين من عمره.
لقد أرسلوا في النهاية لجنة تحقيق يراسها وزير الدفاع الجديد، الى شبوة لمعرفة التباسات الاحداث التي صارت، ولكن لن تظهر اي نتائج بهذا الشأن، لقد سمعنا او قرانا عن خطاب صادر عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي غير مفهوم مبرراته او دوافعه، هل هو الشعور بالذنب او الشعور بفداحة وتبعات الاحداث التي وقعت او شعور بالضعف واللجوء الى كسب تعاطف الراي العام لتأييد حدث لم يفهموا بعد راسه من رجليه اقصد الراي العام او هو آذان ببدء عهد جديد في المناطق المحررة تحت عنوان مجلس قيادة رئاسي ولو حتى بنفر واحد..ويا الله اننا وصلنا له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى