مقالات

علوان ذكاء التاجر.. حين يكون ثقافةً ووطنيةً بقلم| أنور العنسي

بقلم| أنور العنسي

أشعر بالحزن وبالخجل معاً من أن لا أكتب عن علوان الشيباني ، رجل الأعمال المحترم والذائع الصيت ، الذي رأيته عبر أكثر من زاوية عاملني خلالها باحترام ، ولم يكن من بينها الاستفادة من مكرماته للضعفاء والمحتاجين التي أرجو الله أن يجعلها في ميزان حسناته.

لفت انتباهي في الراحل الذي آسف أننا لا نذكر مناقبه مثل غيره من الراحلين إلاً بعد رحيلهم ، أنه حاول أن يجعل من (السياحة) التي نجح في كثير من مشروعاتها (ثقافة) تبهر المقيمين في البلاد مثلما تدهش زوارها الأجانب.
لم ألتق علوان سوى مرتين مهمتين وذلك عندما إنتهى مع شريكه الصديق (ماركو ليفادورتي) رجل الأعمال الإيطالي العاشق لليمن على منوال والده الطبيب ووالدته المحبة لصنعاء خلال إقامتهما في اليمن قبل ثورة سبتمبر 1962 أثناء عمل الأب طبيباً خاصاً للإمام أحمد في تعز ، وذلك من ترميم قصر سيؤون التاريخي .

كان ذلك عندما لاحظت لمسات الإبداع التي وضعها الرجلان لإحياء قصر (سيؤون) في حضرموت لتحويله إلى أحد أجمل الفنادق المبنية من الطين بمواصفات مؤسسة فندقية سياحية ووفق حسٍ جمالي عالٍ وبتصنيف خمسة نجوم.

أما اللقاء الثاني فكان عندما دعاني هو وليفادوردتي على نفقة المؤسسة التي عملت لديها إلى العاصمة الايطالية روما خلال تنظيمهما أكبر معرض متجول في أوروبا شملت أجنحته موسوعة هائلة من نفائس الآثار التي ضمتها أهم الجامعات والمتاحف الأوروبية ، وكان ذلك في نظري حدثاً تاريخياً أذهل العديد من زوار المعرض الذين أمضوا ساعات طوال للتجوال في أروقته أكثر من كبار المسؤولين اليمنيين الذين كان أغلبهم منشغلاً بالسياحة في شوارع روما أكثر من متابعة تفاعل الجمهور الإيطالي مع ما يعنيه هذا المعرض الضخم في تاريخ اليمن وتراثه القديم.

على المستوى الشخصي بدى علوان في المرات القليلة الأخرى التي التقيته فيها ذواقةً في تعامله ، راقياً بما لا نجد له وصفاً .. من المؤلم أنه توفي في لندن حيث أعيش ولم أعلم بهذا سوى اليوم بعد رحيله.. إنه عام الأحزان!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى