مقالات

السعودية تعمل على اضعاف المجلس الرئاسي بقلم| عادل الشجاع

بقلم| عادل الشجاع

أعلنت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة عن دفع ودائع مالية لأكثر من دولة بما في ذلك اليمن وقد وفت بالتزاماتها تجاه تلك الدول ، عدا اليمن الذي لم يتلق الوديعة حتى الآن ، وهي بذلك تضعف المجلس الرئاسي الذي سعت إلى إنشائه مؤخرا وتفشل جهوده في احتواء الأزمة السياسية والاقتصادية .

تحاول السعودية أن تظهر بمظهر الدولة الشقيقة لجميع اليمنيين ، والتي لا تتدخل في شؤونهم الداخلية بالرغم من اختطافها لقيادات الشرعية لأكثر من سبع سنوات في الرياض وقد استطاعت أن تسيطر على القرار اليمني بكل وسائل الترهيب والترغيب التقليدية وأحلت الدعم الشخصي محل المصالح المشروعة واصطف المداحون لشكرها على تدخلها في الشأن اليمني معتبرين ذلك عملا خيريا ومكرمة .

استطاع السفير السعودي محمد آل جابر أن يحصن النفوذ السعودي بجدار أول من السياسيين المنتفعين ، وجدار ثان من رجال القبائل والمتعهدين والمقاولين الذين منحوا عقود التعهدات وإعادة الإعمار الكاذب وجدار ثالث من الإعلاميين والسفهاء الممولين لإنشاء مجموعات الواتس والفيس بوك والمدونين الذين أنشأ لهم آل جابر كل ما يحتاجونه من تمويل .

تحاول السعودية الاستثمار في تفكيك الوحدة الوطنية وتقسيم اليمن إلى كانتونات صغيرة متصارعة وعداء السعودية للوحدة واضح للعيان ، فقد دفعت لعلي سالم البيض اثنين مليار دولار عام ٩٤، الذي ذهب بعد ذلك مباشرة إلى طهران ، ثم استقرار بالضاحية الجنوبية ، وقد استثمرت مؤخرا أموالا كبيرة لهذا الغرض ، ذهبت أغلبها إلى أرصدة آل جابر وآخرون في اللجنة الخاصة وقليل منها إلى جيوب مرتزقتها .

نحن لا ننتظر من السعودية أن تفعل خيرا في اليمن ، لأن الدول ليست جمعيات خيرية وإنما للدول أهداف سياسية وبعضها أمنية ، لكن أهداف السعودية في اليمن تخريبية وتدميرية ، فهي تريد تصفية الوحدة الوطنية وتقسيم اليمن وإلهاء اليمنيين بمشاكل جانبية وهي بذلك تفصح عن كذبها وفشلها في مواجهة إيران ، لذلك أرادت أن تحمل هذا الفشل لشخص واحد ، هو هادي ، بالرغم من مطالبة اليمنيين منذ فترة بعيدة بتغييره إلا أن السعوديين كانوا يتمسكون به وفي الأخير أقدم بن سلمان على تغييره بطريقة جرحت مشاعر وكرامة اليمنيين ، حتى أولئك الذين يسبحون بحمد المال السعودي .

هكذا كان دعم الشرعية ، اختطاف لمدة سبع سنوات ، ثم تصفيتها بطريقة مهينة ، وإجبار المرتزقة التابعين لآل جابر أن ينتسبوا إلى جيش الذباب الإلكتروني موكلا لهم مهمة التسويق لمشروع بلاده القائم على تصفية الوحدة اليمنية والذي عبر عنه دون مواربة في لقائه مع إحدى القنوات الخليجية متحدثا عن القضية الجنوبية ومبتعدا عن قضية استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب ليظهر بذلك وجه السعودية القبيح في تعاطيها مع اليمن وشرعيته ، فلا ندري كيف تجتمع القضية الجنوبية والمجلس الرئاسي الذي اقتسم مناصفة بين الجنوب والشمال وكذلك الحكومة ، لكننا في النهاية نحن أمام حقيقة ما تفكر به السعودية تجاه اليمن ؟

لقد سلمت السعودية سلطات هادي لرشاد العليمي وهي سلطات منقوصة كما يعلم الجميع ، فهادي خلال إقامته في السعودية كان منزوع الصلاحيات وبنفس الوقت لم تسلم العليمي الوديعة التي ألتزمت بها مع دولة الإمارات ، فلا مشكلة لديها في جعل ظهر الرئيس الجديد مكشوفا ولا في إضعافه وتهديد استمراريته السياسية ، كما أنها لم تؤمن وجوده بتنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض تاركة أمر حراسته وحراسة العاصمة عدن للمليشيات .

الاستراتيجية الجديدة للسعودية في اليمن تنص على انسحاب ميداني في الشكل ، أما المضمون فهو الاستثمار في الانقسامات وفي الإعلام والتسويق للانفصال تحت خلق بؤر جديدة للصراع ، كما هو حاصل اليوم في إقصاء أبين من السلطة للدفع بها إلى خلق تحالفات ستكون معطلة لعمل المجلس الرئاسي الجديد ، وهذه سياسة مقصودة من السعودية لجعل الفوضى في اليمن مستمرة وقطع الطريق على أي محاولة لليمن باستعادة أنفاسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى