الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

وسط اتهامات متبادلة.. الهدنة اليمنية “في مهب الريح”!

حيروت – خاص

لاتزال مؤشرات انهيار الهدنة الإنسانية والعسكرية المعلَنة في اليمن تتصاعد. ومع انقضاء ربع مدّة الهدنة المحدَّدة بشهرين، لم يُنفَّذ حتى الآن، أيٌّ من البنود المتعلِّقة بالجانب الإنساني فيها.

واتهمت جماعة الحوثي، اليوم، التحالف السعودي الإماراتي بمنع وصول الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء وعرقلة دخول السفن إلى ميناء الحديدة غربي البلاد.

وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام في تغريدة له على تويتر: “منذ سريان الهدنة وتحالف العدوان (إشارة إلى التحالف العربي) يمنع وصول أي طائرة إلى صنعاء، ويعرقل دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة”.

من جهته، قال وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً، أحمد بن مبارك، اليوم، إنه تم إصدار تصاريح دخول لـ 7 سفن مشتقات نفطية إلى ‎ميناء الحديدة حتى الآن.

وأشار بن مبارك إلى قيام جماعة الحوثي بتحصيل الرسوم على حمولات هذه السفن، والتي كانت مخصصة لدفع مرتبات الموظفين وفقًا لاتفاق استوكهولم، مشددًا على ضرورة توظيف الإيرادات لدفع المرتبات الآن.

وفي السياق، عبّرت مصادر في جماعة الحوثي من نفاد صبرها، خصوصاً في ظلّ عودة القرصنة البحرية على سفن المشتقّات النفطية، ومنْع دخول ثلاث منها محمَّلة بأكثر من 88 ألف طن من مادتَي الديزل والبنزين، وفق تصريحات شركة النفط اليمنية، إلى جانب تضاؤل آمال تنفيذ البنود المتعلِّقة بفتح مطار صنعاء، وسط عدم منْح شركة طيران «اليمنية» إذنَ تسيير رحلات تجارية إلى مطار صنعاء، فضلاً عن المماطلة في تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، بحسب ذات المصادر.

وفي هذا الإطار، جدَّد نائب وزير خارجية حكومة الإنقاذ في صنعاء، حسين العزي، دعوته السعودية إلى عدم المراهنة على أدواتها، محدِّداً طريق السلام في اليمن بـ«إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وصولاً إلى استعادة السلام والإخاء وحسن الجوار».

وفي حين قالت الحكومة المعترف بها دولياً على لسان وزير خارجيتها، أحمد بن مبارك، إنها وجّهت، منذ اليوم الأوّل لدخول الهدنة حيّز التنفيذ، باتخاذ كلّ الإجراءات الداخلية لتشغيل رحلتَين أسبوعياً من وإلى مطار صنعاء؛ إلا أن شركة طيران «اليمنية» أكدت على لسان الناطق الرسمي باسمها، سلام جباري، جهوزيتها الفنية الكاملة لتسيير رحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي. وقال جباري إن «الشركة لم تُمنح أيّ تصاريح خاصّة بتسيير رحلات مدنيّة من مطار صنعاء إلى الوجهتَين المتَّفَق عليهما، الأردن ومصر»، مستبعداً منْح الشركة هذه التصاريح.

وبحسب مراقبون، فإنه يمكن لهذه المؤشرات أن تقود إلى انتكاسة محتملة للهدنة في قادم الأيام، ما لم يتمكّن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من إنقاذها ودفْع أطراف الهدنة إلى الالتزام بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى