تقارير وتحليلات

معارك شقرة .. مخططات لتدمير الجيش اليمني

حيروت – خاص “حافظ نديم “

بات من الواضح أن الهدف السعودي الإماراتي من “معارك شقرة”، هو إخراج سلاح قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لهادي وللتحالف السعودي من مخازنه واستدراجه الى تخوم صحاري شبوة القاحلة والنائية ، وتدميره كليا بضربات جوية كاسحة،
كما حدث قبل أيام عندما قام الطيران الإماراتي وبتنسيق سعودي مسبق بضرب رتل دبابات قادم من سيئون إلى شبوة ومكون من (40 دبابة T_55 روسية الصنع) في صحراء شبوة بكل سهولة وبساطة وراح ضحية تلك الضربة العشرات من الضباط والخبراء العسكريين الذين ذهبوا الى شبوة لتعزيز قوات هادي الموالية سعوديا التي تخوض حربا مع قوات المجلس الإنتقالي الموالي للإمارات، ولكن هذه الوحدات ذهبت إلى شبوة بتنسيق سعودي وبضوء اخضر سعودي، لكنها لم لم تسلم من تلقي “طعنة إماراتية قاتلة بخنجر سعودي مسموم ومن الظهر”..

تلك العملية الجوية الخاطفة التي نفذها الطيران الإماراتي تمت برضا سعودي وبغطاء سعودي وبتوجيهات سعودية مباشرة، في مخطط وتآمر سعودي واضح وبكل جلاء يثبت أن الهدف من لهذه المعركة هو استدراج تلك القوات لأتون المعركة لإسقاط التهديدات من مخاوف وقلق السعودية من تواجد هذه القوات وترسانتها العسكرية الضخمة في حدها الجنوبي الصحراوي المحادي لحضرموت، و التي يرى الخبراء العسكريون والاستراتيجيون السعوديون “أنها تمثل خطرا حقيقيا و وجوديا على الأمن القومي السعودي (من حيث معادلة صراع موازين القوى العسكرية القائم في المنطقة العربية منذ بداية تسعينات القرن الماضي)،
تمهيدا لإنهاء وجودها العسكري بشكل تام ونهائي واستبدالها بتشكيلات قبلية محلية مسلحة بسلاح خفيف وموالية سعوديا وتحت اشراف وقيادة سعودية محضة ..

طبعا قوات المنطقة العسكرية الأولى بنظرة سريعة وبالتحليل العسكري العلمي “هي آخر الوحدات العسكرية النظامية التابعة لما يسمى “بالشرعية”، والمدربة تدريبا عسكريا عاليا والتي تملك سلاح ثقيل ومتوسط وخفيف يضم اكثر من 5 ألوية عسكرية “اللواء 39 مدرع واللواء 111 مشاة ..واللواء 115 ميكانيك، واللواء 63 _حرس حدود ، واللواء 10 حرس حدود “، كما تحتوي على 450 دبابة (T_55)و(T_62) روسية الصنع ، و8500 صاروخ كاتوشا مع (114 منصة وراجمة صواريخ) ،و(18000 اسلحة وصواريخ مضادة للدروع ، و400 مدرعة اميريكية الصنع “قطع قديمة مع دعم سعودي اضافي”، واكثر من 250 مدفعية عيار130 ملم )، و(عيار85 ملم)،و لواء من قوات مشاة ، و4 وحدات صاعقة،
وكتيبة مكافحة إرهاب “،
وكلها تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي في حضرموت ، وجميعها موالي وتابعة للتحالف السعودي الإماراتي “.

ولكن غباء قادة هذه الوحدات المسلحة وحماقتهم وتبعيتهم لحزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” وللمال السعودي وعدم امتلاكهم أي حس عسكري واستراتيجي لأبعاد وحدود الأمن القومي اليمني ونقاط احتكاكه مع الوجود العسكري السعودي وعدم امتلاكهم رؤية استراتيجية ، جعلهم يطنون أن السعودية تدعمهم وتقف إلى جانبهم لمواجهة مايسمى بالخطر الإيراني المزعوم في اليمن وإعادة فزورة ونكتة “الشرعية” إلى صنعاء وعدن حسب وعود ابن سلمان لهم في مطلع العام 2015″،
وسرعان ما انجروا للسقوط في الكمين السعودي الإماراتي الذي نصب لهم في شبوة “..

ها هيا اليوم تبخرت تلك الوعود الكاذبة لهم بين اثير رياح صحراء شبوة ورمال أبين وغرقت في وحل مخطط تدمير الجيش اليمني بجميع انتماءاته السياسية الذي بدأ بمشروع إعادة الهيكلة في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء من العام 2013 برعاية واشراف سعودي اميريكي مباشر “..!

ولم يعد أمام حزب الإصلاح وقيادته التي رهنت نفسها للمال السعودي وللمشروع السعودي وتلقت ضربات موجعة وقاتلة في الظهر من قبل حليفها الغادر” التحالف السعودي الإماراتي” الا أن تتوقف عن حماقتها وعن عنادها الأبله وعن تبعيتها للمال السعودي وتعلم أن مصير ومستقبل اليمن واليمنيين لن يتأتى بالحرب ولا بقصف الطيران ولا بأزيز الرصاص ولا بدوي المدافع ولا باستجلاب الأجنبي إلى بلادنا بل بالحوار وتحكيم لغة العقل والمنطق والحوار وبتوافق سياسي بين كل اليمنيين بعد التحرر من هذا الانبطاح المهين والعمالة للسعودية المذلة لهم ولكرامتهم ولسيادة اليمن .

وحان الوقت أن يعودوا إلى جادة الصواب وإلى حضن الوطن وحان الوقت عليهم لتقديم المبادرات الوطنية الشجاعة مع خصومهم السياسيين الحوثيين (أنصار الله) والحراك الجنوبي ومجلس الإنقاذ الوطني ، وبقية القوى والمكونات السياسية اليمنية ،من اجل الجلوس على مائدة سياسية واحدة لحلحلة كل المشكلات اليمنية ولرأب الصدع وتضميد الجراح وللشروع في ايجاد حل سياسي مشترك بين الفرقاء اليمنيين يؤمن لهم الحرية والشراكة والأمن والاستقرار واستقلال القرار الوطني ، ويحقق مخرج آمن للبلاد من مأزق الحرب والخراب والدمار والتدخلات الأجنبية المهينة والمذلة للشعب اليمني ، ذات الأطماع الإستعمارية الواضحة والمفضوحة في الأرض والثروة والمؤسسات اليمنية السيادية والتي ينفذها الأجنبي بكل عنجهية وغطرسة من اقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وكل ذلك لن يتحقق إلا بمواجهة مشاريع الغزاة والاطماع الخارجية المدمرة للوطن وللانسان اليمني شمالا وجنوبا بمشروع سياسي وطني يمني_يمني نابع عن حوار شفاف بروح وطنية صادقة ومتجردة من الأهواء والإنتقام والعمالة والتبعية الأجنبية “..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى