الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الرياض تمنح المقدشي أسبوعين لقلب المعادلة في مأرب.. قوات هادي تستميت دون جدوى!

حيروت – مأرب

في كل يوم يمر تتصاعد وتيرة القتال بين قوات هادي وقوات الحوثي قرب مدينة مأرب، وفي خضم ذلك حقق الحوثيون تقدماً مهماً وجوهرياً نحو المدينة، بينما سعت قوات هادي، في خلال الأيام الماضية، إلى إعادة المعركة إلى الطلعة الحمراء الاستراتيجية، راميةً بثقلها العسكري لشنّ هجوم امتدّ من الأطراف الشرقية للطلعة، وصولاً إلى مناطق واقعة في شرق منطقتَي العطيف والميل، إلّا أنها فشلت وتكبّدت مزيداً من الخسائر البشرية.

وعلى رغم الإسناد الذي قدَّمه طيران التحالف السعودي ــــ الإماراتي، منفذاً أكثر من 100 غارة منذ فجر الجمعة على جبهات مأرب، لم يتجاوز تقدم تلك القوات أطراف حمة الدحلة الواقعة شرق الطلعة الحمراء، فضلاً عن أنه لم يوقف تقدم الحوثيين إلى ما بعد الطلعة، في اتجاه الأطراف الشمالية الغربية للمدينة.

ويعود ذلك بحسب معلومات حصل عليها حيروت الإخباري، إلى أن معلومات استخبارية كشفت للحوثيين مخطّط هجوم قوات هادي ومساراته ومحاوره، ما أدّى إلى إفشال العملية وعكْس مسارها بعدما وُضعت الكمائن المناسبة على طرق الإمداد والتموضع في مواقع حاكمة لصد الهجوم في الجبهتَين الغربية والشمالية الغربية.

وتمكن الحوثيون أيضاً، من التقدم نحو منطقة الميل شمالي شرقي المدينة، كما صدوا هجوماً آخر في منطقة القباقيب والحنافير شرق الطلعة الحمراء، وشنوا عملية مضادة لتأمين ميمنة الجبهة من الاختراق في التومة السفلى، وفي اتجاه البلق القِبْلي، علماً بأن غزارة الأمطار أدت إلى توقف المواجهات وتراجعها في مختلف جبهات مأرب المشتعلة خلال اليومين الماضيين.

ومع ذلك، تبادل الطرفان مواقع الدفاع والهجوم، وحصلت حالات كرّ وفرّ مع تبادل القصف المدفعي المكثّف، في أطراف الطلعة الحمراء وما بعدها من مواقع وتباب عسكرية.

وأفاد أكثر من مصدر محلّي لـ”حيروت الإخباري”، بأن المواجهات امتدت، خلال الساعات الـ 48 الماضية، من منطقة المطاحس الواقعة بعد الطلعة الحمراء، إلى منطقة ديرة عجيم وحمة أم نخارير المسيطرة على تبة دحلة المرخ. كما شنّ عدداً من الهجمات الخاطفة على مواقع قوات هادي في البلق القِبْلي، وأوقعا خسائر فادحة في صفوف تلك القوات.

وأفاد مصدر قبلي لـ”حيروت الإخباري”، بأن قوات هادي تلقّت توجيهات صارمة من غرف عمليات التحالف السعودي الإماراتي في الرياض بضرورة استعادة ما خسرته على الأرض من مواقع استراتيجية يوم الأربعاء الماضي. وتحت هذا الضغط، تحرّكت قوات ضخمة من مدينة مأرب في اتجاه جبهات القتال في المحورَين الغربي والشمالي الغربي للمدينة من دون تخطيط مسبق.

ولفت المصدر إلى أن جحم الخسائر التي مُنيت بها تلك القوات، في خلال اليومين الماضيين، يدلّ على أن العملية الهجومية لم تكن مخطّطة، مشيراً إلى سقوط أكثر من 125 مقاتلاً ما بين قتيل وجريح في العملية. وأشار أيضاً إلى سقوط عدد كبير من الجنود والضباط والقيادات العسكرية في الهجوم العشوائي، واصفاً ما حدث بالانتحار الجماعي من أجل إرضاء “التحالف”.

في موازاة ذلك، أفادت مصادر مطّلعة بأن قيادة التحالف السعودي الإماراتي منحت قيادة قوات هادي في مأرب أسبوعين للقيام بترتيبات عسكرية واسعة في صفوفها، وهدّدت بإقالة وزير الدفاع، اللواء محمد المقدشي، من منصبه.

وبحسب المصادر نفسها، فإن التوجيهات ألزمت وزارة دفاع هادي بإنهاء الاختلالات في أوساط قواتها، وإعادة دمج عدد من ألويتها العسكرية مع الميليشيات المساندة لها في وحدات ومحاور عسكرية، فضلاً عن إجراء تغييرات في قيادة الألوية والمحاور، وإنهاء الخلافات والعمل بشكل موحّد في الجبهات لإدارة المعركة بطرق وتكتيكات مختلفة عن السابق.

ولذلك، يدفع المقدشي بالمزيد من القوات لإعاقة تقدم الجيش الحوثيين في الأطراف الغربية والشمالية الغربية لمدينة مأرب.

وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب “تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى