مقالات

وعاد الثامن من مارس بقلم| عفراء حريري

بقلم| عفراء حريري

الثامن من مارس يعود حزين، عام تلو العام تلو العام. تزداد وجوهنا السمراء من تعب الطريق أكتلاحًا. وما تحقق من إنجازات دفنت مع وعثاء السفر بين دهاليز وقاعات الأمم المتحدة وغير المتحدة.

وعلى طاولة وهم التفاوض، لم تستطع الوصول أحلامنا الضبابية حينًا والوردية دائمًا، ونحن نمارس كل المتناقضات بين أقوالنا وأفعالنا، لم نختلف عن رجال أطراف النزاع كدمى متحركة بأصبع المهرج الأقليمي والمخرج الدولي.

قريبًا سيكون عمر النزاع ثمان سنوات حزينة كآذار، يحمل ملامحي، مبتسمًا ودمعة عين تسقط قطرة قطرة، فوق جثت الأرمل والمطلقات وضحايا العنف والناجيات والمعاقات والنازحات واللاجئات والسجينات والمعتقلات…ونحن.

بلى ونحن أيضًا، من نتصنع الحياة للحياة، من نرتدي عباءتنا السوداء وطرحاتنا السوداء ونهلل للفرح،ووحده الفرح عندنا لونه أسود وحين تأتينا السعادة نطرز أفراحنا بخطوط ذهبية وزرار فضية و تطريز أبيض أو أصفر، وبعضنا يتجنى على بعضنا الآخر، فنجيد رص الكلمات بلامعنى ونطلق المصطلحات في اللامكان، ونستخدم مفاهيم بلاهوية.
فتلك خبيرة وتلك كفاءة وتلك أستشارية وهذه نخبة وهذه قيادية وهذه حكيمة …هلمجرا.

أنه زمن النفاق الذي صنعناه بأيدينا، لوأد قيم الحق فينا، فلم نجيد تحديد أولويتنا وماذا نريد؟وكيف نعمل من أجل مستقبل الجيل القادم؟ وماذا سنقدم لهم ولهن؟
مارس الحزين عاد في ظل أمتهان السلطة لكرامتها وكرامة المسؤولة عنه، وأرتهان الأرض والثروة لمن يدفع أكثر، ولم نختلف في ذلك عن الرجال، لأننا أنقسمنا من أجلهم وليس من أجلنا، والقلة الباقية فرحة بمارس الذكرى ومارس الثرثرة ومارس بين الجدران ومارس الشعارات….وماتبقى الغالب الأعم يبحث عن قطرة الماء في بئر رذالة السلطة السياسية، وعن ذرة عدل في أروقة الظلم والقمع القضائية، وعن نقطة علم في غرف الجهل وحبة دواء في اوكار المخدرات ..

ومارس الذي نرتجيه نرتديه له ثوب عرس يليق به، وفي أيدينا معاول هدم لكل أوثان السلطة السياسية ونفاق العلاقات وزيف الشعارات وجدران الفعاليات ودجل مانحن فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى