استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

التحالف يكذب بشأن مطار صنعاء “تحقيق”

صنعاء – علي مقبل

الادعاء
الحوثي يحول مطار صنعاء إلى قاعدة عسكرية

الناشر
العربية

@AlArabiya

موقع العربية

الاخبارية السعودية

عبدالله البندر

الخبر المتداول
نشرت قناة العربية وقناة الإخبارية السعودية على حسابتها ومواقعها وأعاد نشرها ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي الإثنين 22 نوفمبر ، خبرا مصورا ادعت فيه أن الحوثيين حولوا مطار صنعاء إلى قاعدة عسكرية مرفقة الخبر بمقطع فيديو مدته 8 دقائق يظهر مسلحين حوثيين يقومون باختبارات على إطلاق صاروخ وأضافت نقلا عن العميد تركي المالكي الناطق باسم التحالف قوله:

“” أن إيران حولت مطار العاصمة اليمنية لقاعدة عسكرية بعد أن أقامت جسرا جويا عام ٢٠١٤ بمعدل ٢٨ رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) ونقلت كافة أنواع الأسلحة بينها أسلحة نوعية، لأتباعها الحوثيين”.

كما أضاف أن الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين وإطلاق للصواريخ البالستية والطائرات المسيرّة من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني.”” وفقا لما ذكرته قناة العربية.

تحقق المشاهد
تحقق المشاهد من تفاصيل مقطع الفيديو الذي يمتد لـ ثمان دقائق وتبين أن هناك تضليلا واضحا. حيث تم استخدام صور لموقع يبعد عن مدرج المطار نحو أكثر من كيلو متر، وهو مكان داخل أرضية مطار صنعاء خصصته وزارة الدفاع اليمنية سابقًا للطائرات العسكرية. وأدعى التحالف بقيادة السعودية أن المشاهد التي بثها هي للقطات عسكرية داخل مطار صنعاء المدني، ولم يوضح أن هذا المكان مخصص للطيران العسكري.

حيث تبين أن الفيديو حقيقي في كل تفاصيله ولكنه ليس داخل المطار المدني بل العسكري أو أنه قد يكون ضمن قاعدة الديلمي الجوية المجاورة لمطار صنعاء، وفقا للصور الجوية من جوجل إيرث.

صورة جوية من جوجل إيرث تنفي إدعاء التحالف بشأن تحويل مطار صنعاء المدني إلى قاعدة عسكرية

وبالرغم من ازالة كافة التفاصيل الخاصة بالفيديو المتداول، إلا أنه تم من خلال بعض العناصر الزمنية والمرافق التي ظهرت في اللقطات تشير إلى أنه تم تصويره تم بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحا خلال الفترة سبتمبر 2017 – فبراير 2018، حسب الصور الجوية المقدمة من جوجل إيرث.

ويرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أن الحوثيين ربما يكونوا هم من سرب الفيديو للتحالف بهدف إيصال رسالة أنهم هم من يصنعون السلاح ويتم تجريبه داخل اليمن، ولا يوجد لهم دعم من إيران أو أي دولة خارجية.

وأضاف الطاهر أن الفيديو سُرّب من الحوثيين بهدف إيقاع التحالف بالتشكيك، وذلك بعد أن تلاعبوا فيه على أنه في مطار صنعاء المدني، وإضافة مقاطع وصور من خارج المطار العسكري، وأرسلوا رسالتهم. مضيفا أن التحالف على ما يبدو نشرالفيديو دون استشارة شخصيات عسكرية يمنية في ذلك، وإنما نشره كما وصل مما أوقع التحالف في التضليل.

من جانبه قال وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، رائد جبل في تصريح لوكالة سبأ التابعة للحوثيين، نشر الثلاثاء 23 نوفمبر 2021، أن الفيديو الذي تداولته وسائل أعلام “العدوان” حد تعبيره مؤخرا هو فيديو في المطار العسكري المحاذي لمطار صنعاء المدني.

وأفاد جبل أن “ادعاءات تحالف العدوان تهدف إلى إيقاف حركة المطار الملاحية والخدمات التي يقدمها لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية.”

رابط وكيل الهيئة العامة للطيران المدني التابعة للحوثيين

تضليل داخل تضليل
تحقق المشاهد من ادعاءات الناطق باسم التحالف العربي، العميد تركي المالكي التي قال فيها ” أن إيران حولت مطار العاصمة اليمنية لقاعدة عسكرية بعد أن أقامت جسرا جويا عام ٢٠١٤ بمعدل ٢٨ رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) ونقلت كافة أنواع الأسلحة بينها أسلحة نوعية، لأتباعها الحوثيين”، ووجد أن الادعاء مضلل أيضا. إذا لم يستقبل مطار صنعاء سوى رحلة جوية واحدة للخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) بتاريخ 1 مارس 2015م بعد يوم من توقيع اتفاقية تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران وصنعاء، وقبل 25 يوما من شن التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب على اليمن بذريعة إنهاء انقلاب الحوثيين. ولم يستقبل مطار صنعاء في العام 2014 أية رحلة للطيران الإيراني، ولم تكن الحرب الدائرة قد قامت حينها، كما أن عدد الرحلات التي تضمنتها الاتفاقية هي 14 رحلة اسبوعية من طهران إلى صنعاء والعكس.

ونشرت وكالة سبأ في نسختها التابعة للحوثيين خبر وصول أول طائرة مدنية إيرانية في حينها

رابط خبر وصول الرحلة الإيرانية الوحيدة لمطار صنعاء

كما نشرت الخبر صحيفة البيان الإماراتية في اليوم التالي وتطرقت أيضا إلى الاتفاقية الموقعة بين هيئتي الطيران المدني اليمني والإيراني.

رابط خبر تبادل الرحلات بين صنعاء وطهران-البيان الإمارتية-مارس 2015

توصل المشاهد من خلال عملية التحقق إلى أن خبر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن مطار صنعاء الدولي والاتفاقية الموقعة بين هيئتي الطيران في إيران واليمن وتسير رحلات إيرانية مباشرة إلى صنعاء كان مضللا.

السياق الزمني
تزامن تضليل التحالف العربي بقيادة السعودية عبر استخدام مواد مصورة مضللة بشأن مطار صنعاء المدني مع تأكيد المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركنج، مطلع الشهر الحالي الحاجة الملحة لإعادة الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات المدنية من قبل التحالف بقيادة السعودية منذ 9 أغسطس 2016. ويبدو أن هذه الدعوة من قبل المسئول الأمريكي قد أزعجت التحالف خصوصا السعودية التي سارعت في الشهر نفسه ترويج مقطع فيديو يدعي تحويل المطار إلى قاعدة عسكرية. وهذا قد يوحي إلى أن السعودية لا تريد لمطار صنعاء أن يعمل مجددا تحت إدارة سلطات جماعة الحوثي حتى لو اضطرت الكذب والتضليل.

رابط دعوة المبعوث الأمريكي لليمن لإعادة فتح مطار صنعاء

المصادر
المشاهد: صور جوجل إيرث- حساب الخارجية الأمريكية- المادة المضللة، وكالة سبأ التابعة للحوثيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى