حيروت- خاص
كتبت المحللة السياسية منى صفوان عن انتشار مسلحين في شوارع مدينة صنعاء بكثافة.
وقالت في منشور على صفحتها في الفيسبوك: لعبة الحبار اليمنية .. ضوء أخضر.. ضوء أحمر.. تمامًا كالمسلسل الكوري “فكرة المسلسل ان من يتحرك بعد الاشارة الحمراء يقتل” لقد تبادر لذهني المشهد، بمجرد رؤوية الصورة والخبر وضحكت… عملوا لهم لعبة الحبار… والله واخيرا وقفوا على الإشارة الحمراء..
رجال ملثمون ومدججون بالسلاح لضبط حركة المرور .. في صنعاء ، واو …فمن يعرف شوارع صنعاء، وكمية الفوضى يدرك أهمية وخطورة الخطوة الغريبة العنيفة غير المنطقية..
مجتمع لا يحترم القانون ويخاف القوة..
حيث لا هيبة ولا احترام لرجل او لاشارة المرور .. بالذات من الدراجات النارية.. لن تتصور كيف يقود الناس هناك، انها هجمات انتحارية ، وغزو فضائي، فجأة قد تطير السيارات امامك دون مبالغة..
ولك ان تراجع عدد الحوادث القاتلة التي حدثت خلال الاشهر السابقة بسبب السرعة، والدرجات النارية، ومخالفة السيارات وحتى سيرها عكس اتجاه السير، ضحايا حوادث المرور يقاربون في العدد ضحايا الحرب.. هل تصدق!!
من يعرف صنعاء سيعرف عما اتحدث وكيف اصبحت قيادات السيارات مهمة انتحارية.. وكم الحوادث التي عليك تفاديها بسبب التهور والاندافع..
وجود رجل مسلح.. جعلنا نرى هذا المشهد لاول مرة، مشهد وقوف الجميع عند الاشارة.. الحوثيون فقط من عرفوا شفرة هذا المجتمع..(الناس لا تخاف القانون، بل تخاف القوة)
انه مجرد انصياع للحقيقة الواقعية، لسنا في سويسرا، الواقع يحتاج لمن يتعامل معه ويغيره، وهذا طبعًا لا يبرر العنف، لكن هل سيستخدم هذا السلاح!! ام انه توازن رعب امام سلاح الدراجات النارية، وتهور السائقين.. للاسف هذه هي الحقيقة! غريبة لكن واقعية.. وان كانت تغير فلما لا
فان لم تستطع ان تجبر الناس على احترام قواعد المرور، فارغمهم على فعل ذلك.. ان كانوا لا يخافون المخالفة المالية، فعلهم يخشون الطلقة النارية!! هذه هي حقيقتنا لماذا ننكر!!
وطالما لن يستخدم السلاح الا للردع.. ولفرض الانضباط والقانون وينقذ حياة الناس بسبب متهور، فهي خطوة يجب ان تكون مدروسة حتى لا تؤدي لسقوط ضحايا من نوع اخر..
هل انت ضد!!
ان من يهاجم الخطوة فلماذا ؟ هل لانها تؤسس لمنطق العنف في بلد اساسا عنيف، ومسلح وعايش حرب!! ام لانه فقط ضد الحوثيين ؟!!!!
.. هل يفعل ذلك فقط لاسباب سياسية، لان صاحب الخطوة الحوثيين ، ولو كانت حصلت في مارب من الاصلاح لكان نفس الشخص اشاد بها، وهلل لها! هؤلاء مدحهم ونقدهم وهجومهم لا قيمة له لانه مسيس.
علينا دراسة خطوة كهذة من باب النتيجة ، وليس من المنتج صاحبها ، هل ستؤدي لمزيد من العنف والفوضى، ام تخضع الناس لقانون القوة ام قوة العنف، هل جاءت قفزة في الهواء ، ام بعد تجريب كل وسائل الاقناع والضغط المدنية الطبيعية ” مخالفات، لجان مرورية، اشارات ضوئية”.
لذلك هي خطوة خارج الصندوق، تبقى جيدة في هدفها، ان ضبطت حركة المرور، بشرط ان تكون مدروسة ولا تؤدي لعنف او تسخدم السلاح لردع مخالفة.. والاهم ان تكون مؤقتة حتى يعتاد الناس النظام.. ويتعلموا ايش يعني إشارة حمراء وخضراء