مقالات

ما سبب هجوم السعودية على قرداحي وقطع علاقتها بلبنان؟ بقلم| فاطمة رضا

بقلم| فاطمة رضا

جورج قرداحي لم يقل شيئآ جديدآ بل قال الحقيقة المريرة والتي لاتريد المملكة العربية السعودية سماعها, سبع سنوات عجاف من الحرب على اليمن لم ينتج عنها أي إنتصار لاسياسي ولا عسكري – بل بالعكس – الحوثي الأن على أعتاب مدينة مأرب لاستكمال السيطرة على الشمال ويهجم بالصواريخ والطيران المسير على كامل التراب السعودي ولقد تحولت السعودية من الهجوم إلى الدفاع في أسوء فشل عسكري يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

السعودية عندما تقوم بتوجيه كل الإعلام التابع لها ضد وزير إعلامي لبناني قال كلام عادي جدآ عن اليمن, هي تدرك جيدآ أن كلامه مؤثر وتقوم بتطبيق مبدأ المكابرة وسياسة الإستعلاء, إنها ذات السياسة التي إتبعها الرئيس بايدن في تصريحاته بعد طرد القوات الامريكية من افغانستان وسيطرة طالبان علئ كابول , سياسة “نحن موجودون ولم نخسر بعد”.

تقول له أنت خسرت وطالبان في كابول فيرد عليك بأننا أقوياء وحربنا كانت ضد الإرهاب ولسنا على خطأ ولازلنا مسيطرين, واسلوب المغالطة السياسية هذا يعتبر في قمة الإبتذال السياسي وتقزيم عقول البشر, تريد السعودية أيضآ بهذه الحملة على قرداحي عمل “بروفات” إستباقية فيما لو قامت الأمم المتحدة بتحميل السعودية مبالغ طائلة كتعويضات بمليارات الدولارات عن ما أحدثته آلتها العسكرية من تدمير للمنازل الآمنة في اليمن وقتل للأطفال والنساء وقصف للأعراس وصالات العزاء وقتل مايقرب من 350 الف مواطن يمني حسب تقرير منظمة هيومن رايتس ومنظمة الصليب الأحمر الدولية.

ومع ذلك وبينما تهجم السعودية على تصريحات قرداحي يلتقي ممثلوا خادم الحرمين الشريفين بممثلي الحوثيين في سلطنة عمان ببركة لاندركينج ويناقشون شروط إيقاف الحرب ويرفض الحوثي إعطاء أي تنازلات رغم العروض السعودية الهائلة لعبدالسلام وفريقه, السعودية تدرك جيدآ أن مأرب سوف تسقط قريبآ بيد الحوثيين وأن إيقاف الحرب سيكون بحسم الحوثي للحرب ولكنها تكابر وتتهرب وتتحدث نفس لغة بايدن, السعودية تريد التهرب من أي مسؤوليات إنسانية لمخلفات الحرب من إعادة إعمار وجبر للأضرار وتعويضات وماقد تواجهها من تبعات بعد إنتهاء الحرب وبالتالي فهي تقول للعالم ومن خلال هجومها على قرداحي “نحن لم نقتل أحد” “نحن لم نرتكب أي جرائم” “نحن لن نقوم بأي إعادة إعمار”, وهي نفس سياسة بايدن الذي تنصل عن كل الدمار الذي قامت به القوات الامريكية في أفغانستان خلال عشرين عام من القصف والتدمير.

يجب أن ندرك بأن سياسة السعودية مرسومة من واشنطن والحرب بمجملها قامت بتصريح من واشنطن قام به السفير الجبير وواشنطن هي من سوف توقف الحرب وهي من تدير كل سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية والداخلية وأما قرداحي فتصريحه شخصي ولا يجب تحميله كل هذا الهراء والهجوم الإعلامي وهو مسيحي مستقل ولا يتبع أي جهة سياسية, إن تعويض الفشل العسكري السعودي في اليمن بسياسة الإستعلاء والغرور لم يعد تنفع ولن يوقف ذلك صواريخ الحوثي التي باتت تنهال في كل شبر في المملكه السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى