مقالات

في الذكرى الـ 58 لأكتوبر.. لا يزال الجنوب تحت وطأة الاحتلال بقلم| ناصر الجريري

بقلم| ناصر الجريري

يصادف اليوم ذكرى قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة، بعد مرور 58 عاما على قيامها، حيث قدم شعب الجنوب آنذاك عظيم التضحيات ضد المستعمر البريطاني البغيض من أجل نيل الاستقلال والتحرر من براثن الاستعمار والعيش بحرية وكرامة في أرضه.

إن ثورة الـ 14 من أكتوبر لم تقم هملا واعتباطا، بل كان هناك أهداف مشى على خطاها الثوار لتحقيق ما يصبون اليه من ثورتهم المجيدة، وهي التحرر من الاستعمار البغيض ليعيش شعب الجنوب بحرية وكرامة وعدالة وتطبيق القانون والمساواة الاجتماعية والاستئثار بخيرات وثروات البلاد وتسخيرها في ما يخدم الصالح العام والمجتمع، كذلك الاهتمام بالإنسان وتطويره في شتى مناحي الحياة والازدهار والتطور لشعب الجنوب.

لكن للأسف الشديد لم يتحقق شيئا من ذلك، ولازال هذا الشعب الى يومنا هذا يتجرع ويعيش مرارة الاحتلال والظلم ونهب خيراته وثرواته وتدمير بناه التحتية بحجة إعادة الشرعية والتدخل تحت غطاء دولي واقليمي وبموافقة يمنية. ليس هذا فحسب بل عمدوا على إذلاله وتجويعه وإفقاره وإدخاله في دوامة من الصراعات وإثارة النعرات الطائفية. كما عملوا على خلخلة القوات المسلحة والأمن وتفكيكهما عبر خلق تشكيلات عسكرية ولائها ليس للوطن بل أشخاص وجماعات، وقد تم بالفعل إضعافها وقطع المرتبات عنها لأشهر وسنوات.

إذاً فهل تم إنقاذ الشعب الجنوبي وإعادة الشرعية المنتهية شرعيتها؟ أم يا ترى حقق شعب الجنوب المطلوب من هذا التدخل وعاش بأمن وسلام وحياة كريمة طيلة 7 سنوات؟

للأسف لا هذا ولا ذاك.. بل جاء من اجل ان يظل هذا الشعب يركع ويرزح تحت وطأة هذا الاحتلال، وبإيعاز من قوى إقليمية ودولية، وبضوء أخضر من بعض القوى وأطراف الصراع اليمني الجنوبي.

يأتي ذلك لأنهم لا يريدون لهذا الشعب ان يعيش بكرامة، كما لا يريدون له التطور والرقي، والاستفادة من ثروات وخيرات البلاد التي لطالما حلم بها طيلة حقبة من الزمن.

ومع هذا وذاك، سوف يحقق هذا الشعب المستحيل ويثور لنيل استقلاله وحريته وكرامته مهما طال الزمن أو قصر، فالظلم لن يطول ولا بد لهذا الشعب أن ينتصر ويسطر التاريخ اسمه بماء من ذهب، كما لن يرحم التاريخ من خان هذا الشعب وباع ضميره ووطنيته للغير بحفنة من الريالات أو بقصور ومناصب واهية وزائلة وأن غدا لناظره لقريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى