مقالات

من هي أصلاً.. ومن أين جاءت وفين مكانها؟ بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

في قديم الزمان كان آبائنا وأجدادنا يقصون لنا قصص منها حقيقية ومنها من وحي خيالهم، والهدف من قص هذه القصص هو تعليمنا وتحفيزنا وقتل الوقت في شيء نستفيد منه، حيث نتعلم من هذه القصص احترام الكبير وكيفية التعامل مع الضعيف والعطف على الصغير ومساعدة الفقير والسير والعمل بتعاليم ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم محمّد “ص”، كذلك تحفيزنا بأن لا نقبل الخسارة وعلينا المحاولة مرة ومرتين وثلاث حتى نستطيع من النجاح والاستمرار في هدفنا وغيرها من عوامل التحفيز والتعليم التي تعبر وتقاطع طريق مسيرتنا خلال مراحل حياتنا المختلفة والشاطر من يستغل الفرص ويقتنصها ويستفيد من محاسنها ويطور من جوهرها ويرفع من قيمتها لصالحه ولمجتمعه.

ونحن نشاهد في وطننا أشخاص لم يفكروا يوماً ما بأن يصلوا لأن يكون لهم رأي ولكن الفرصة جاءتهم ليصبحوا هم صناع القرار، ولكنهم اصطدموا بذلك وكأنهم يستمعون لقصة من قصص آبائنا وأجدادنا التي يؤلفونها من وحي خيالهم وليس لها وجود ولم يستطيعوا أن يكونوا هم القصة الحقيقية التي سنقصها نحن يوماً ما لأحفادنا ونفخر بأننا كنا نعيش بكافة معانيها وأدق تفاصيلها.

لكن للأسف من جاءت له الفرصة ليكون صانع للقرار فهو اقتنص فقط المكانة والقيمة الاجتماعية وهيلمان السلطة ولم يقتنص جوهرها ليبدع ويتميز ويبني وينمي ويطور ويؤسس لأجيال قادمة من بعده، لكنه اهتم بنفسه و المقربين منه وكأنه يرى بأنه خدم الشعب كافة، وأن هؤلاء هم من سيبقونه على الكرسي ونسي بأنه مثلما الفرصة جاءت له ستأتي لغيرك ونسي الأهم من ذلك بأن الكرسي دوار، وأن لكل زمن دولة ورجال فهذا أو ذاك ممن جاءت لهم الفرصة تناسوا بأن كان قبلهم بهذا المكان عدة رجال وكل أخذ فرصته وغادروا ولن تبقى سوى بصماتهم فمنهم تجد له بصمات الإبداع والتميز أكثر من بصمات الخذلان والتهاون بخدمة الشعب ومنهم تجد لديهم العكس نسبة بصمات الخذلان والتهاون بخدمة المواطنين هي الطاغية، ولكن بالحالتين هناك شيء يذكر من المحاسن لكن الكارثة التي نراها اليوم بهذه التي كلها كوارث وخذلان ومتسلطة على رقبة المواطنين دون أي إنسانية أو شعور واحترام لحقوق الإنسان فتجد أغلبهم جاءتهم الفرصة بطبق من ذهب وجلسوا على كراسي من عاج مغطاة بالحرير وبداخله ريش لكنهم وجدوا هذه الكراسي وأصبحت أفضل من غرف النوم، لذا فهم لا ينامون بمنازلهم لينامو فوق كراسيهم وعندما يكونوا بمنازلهم فهم مشغولين بأسرهم وأصدقائهم وعلاقاتهم الاجتماعية والله أعلم مثلما قال أحد المواطنون في المقهاية بصفقاتهم الخاصة التي يحاولون من خلالها تأمين مستقبل أحفادهم “جزاهم الله خير”، واستكمل هذا المواطن حديثة قائلاً لأن أولادهم تم منحهم وظائف بالدولار وجميعهم يعملون خارج الوطن، وكذلك ما يأتيهم من دخل من خلال كرسي السلطة فإنهم لا يصرفون منه قرشاً واحداً فهم وأولادهم مكتفين لعشرات السنين بحياة كلها لؤلؤ ومرجان.

ليبقى المواطن هو المطحون والمعذب والمقتول بكافة جوانب الحياة التي لم يتبقى منها شيء جميل يمكن أن نذكره، والكارثة الكبرى أنه لم يجد لمن يشكوا وكيف يصل لها والمصيبة الكبرى التي أنها هي أصلاً لا تسمع ولا تقرأ ما يقوله ويكتبه الشعب في كافة وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية فهل يعقل إنهم “صم بكم عمي”.

فلكل مجتمع قيادة هي من تسيير أمور حياتهم وتفرض سلطة القانون وتوفر كافة الخدمات للمواطنين وتؤمن مرافق الدولة وتعالج أي إعوجاج بالمجتمع، ولكن بوطني لم نرى هذه القيادة فأين نجدها ومن أين جاءت ومن هي أصلاً… وبسبب ذلك هكذا أصبح حالنا يزداد كل يوم سوءاً ولكي نطالبها بحقوقنا فعلينا أن ننام ونتحدث معها بالمنام لربما نجد إجابة تريحنا في ساعة غفيان حتى إذا صحونا صباحاً سنقول لأهلنا وأصدقائنا ما تحدثنا به بالمنام ونضحك قليلاً لتكون لحظة سلى تريح القلب من ساعات الألم، خاصة عندما يسألونني من هي أصلاً… ومن أين جاءت وفين مكانها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى