مقالات

“إلى الأسوأ”.. هذا هو الجديد في وطني! بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

في حياتنا اليومية نتطلع بأن يكون صباحنا متميز ونحن نفتح أعيننا على يوم جديد نأمل بأن يحمل كل خير ورزق وسعادة ومحبة وبركة، لا يشوبه أي شيء لما أغلقنا أعيننا عليه بالليلة السابقة، رغم أن السواد الأعظم من الشعب أعينهم لم تغلق إلا لدقائق بسيطة، لأن تبعات يومهم تلاحقهم وهم نائمون، فجأة تنقطع الكهرباء ويستيقظون من حرارة الجو الأمر الذي يجعلهم أن يذهبوا ليبللوا أجسادهم بالماء، بدلاً مما هو مبلل بالعرق حتى عودة الكهرباء ليعودوا للنوم.

وخلال فترة تصبب العرق من أجسادهم وقبل عودة الكهرباء من جديد فيتم ضرب أخماس بأسداس من خلال ما سيفعله كل منهم صباحاً وما سيوفره لأسرته من مصروف يومهم ويشعر بألم شديد بسبب عدم استطاعته توفير كل ما يحتاجونه من متطلبات فيقوم بوضع مبلغ من المال فوق الطاولة ويقول لأولادوده طرحت لكم المصروف شوفوا أيش باتشتروا علشان الغداء والعشاء كمان “ههههههه” ويغادر المنزل ليتجه لعمله والمبلغ لا يكفي لأن نشبع البطون لوجبة واحدة.

ولكن دائماً أسرنا لديهن حُسن التدبير فهُنّ يضربن الأسداس بالأخماس ليجعلوا بطوننا تمتلأ وتشبع بوجبتي الغداء والعشاء ولا ننسى الحُلاية وقلص الشاي المُلبّن ومن بعد المغرب يخرج كل رب أسرة، ليجلس الجيران مع بعضهم عند البقالة أو بركن الحافة وكأنهم أكلوا مالذ وطاب من اللحوم والأسماك والحلويات أشكال وأنواع ليبدأوا كالمعتاد بسؤال بعضهم البعض عن جديد الأخبار وكم سعر الصرف وكيف حالة الكهرباء اليوم وبأي محطة البترول متوفر وكم باقي بسيارتك بترول وكيف الصيد نزل سعره ولا عاده وهل مشروع الماء أجى أو مهلش لتجد من هذا جواب ومن ذاك سؤال ومن الآخر “…..”، ولكن بفكاهه وليست من القلب وترى أحدهم ساكت يستمع فقط وعند سؤال أحدهم له بشكل مباشر كان رده عجيب كم لكم وأنتم تسألون بنفس الأسئلة والإجابات تتكرر ولا تتغير، ولكني كنت أتمنى منكم أن تقولوا لي تم صرف المرتبات بعد زيادتها وتحديد أسعار السلع كافة وتشغيل الكهرباء طوال اليوم وتوفر البترول بكافة المحطات بسعر رخيص.

لكنكم تسألون عن أسئلة قديمة وتبحثون عن الجديد وللأسف الإجابة غير ما كنتم تتوقعون فكل شيء أسوأ من أمس، لدرجة أننا ندعو الله أن نقف على ما نحن عليه وتتوقف عجلة الحياة ليس لشيء، ولكن لأن عجلة حياتنا تعود للخلف والأسوأ هذا حال عيشتنا ونحن نشاهدها بأعيننا التي تدمع وقلوبنا تتقطع، لأنه ليس بيدنا شيء لا عصا موسى ولا خاتم سليمان وكل اللي بيدنا هو أن ندعو الله تعالى لأن يصلح أحوالنا ويفرج همومنا ويحقق أمانينا.

ليقفز من ذاك الركن أحد المواطنين الذي يتألم ليل نهار بسبب عدم استطاعته على تعليم أولاده لإرتفاع الرسوم وزيادة الطلبات المدرسية المرتفعة تكاليفها وعلاجه الذي لا يستخدمه بانتظام لعدم قدرته على شرائه، ليتحدث آخر وأنا الدينمو حقي حرقت وما قدرت أشتري بدلها لأنها ما تتصلح والآن لنا فترة طويلة نحن بدون ماء نجيب بالبوالد من عند الجيران ومافيش معانى حاجة بالبيت وصاحب البقالة رفض يِدَيّنا لا هذه البقالة ولا اللي بالركن وفجأة تلصى الكهرباء ليفرح الجميع وينسوا ما تداولوه من آلام ويذهبون للنوم قبل أن تغادرهم العزيزة السيدة كهرباء.

هذه هي فقط كلمات بسيطة لمواطنين ممن أخرجوا همومهم وأوجاعهم بدون أن يشعروا، ولكن جميع من كان موجود وغيرهم همهم واحد هو عدم صرف مستحقاتهم و أنواعها باختلاف أماكن عملهم سواء كمرتبات ممن يعملون بالسلك العسكري أو ممن تم اجلاسهم بالبيوت ويصرف لهم جزء من راتبهم رغم أنه لم يحكم عليهم بعقوبة سواء من جهة عملهم، وبحسب لوائحها وأنظمتها أو عليهم حكم من المحكمة بقانون الدولة ودستورها، كذلك هناك ممن لازالوا على رأس وظائفهم ويعملون ويتميزون ويبدعون ولكن لا تدفع مستحقاتهم كاملة بحسب لوائح وأنظمة الجهات التي يعملون بها لأسباب يجهلونها.

هنا يتضح الإطار الذي يعيش به أبناء الوطن أنهم يعيشون في إطار عدم إعطاء الحقوق، والذي هو الأساس من أجل أن يكون لديك مجتمع قوي يحميك فعلى الدولة أن تعطي كل مواطن حقه دون أي تعذيب أو إهمال أو تقصير وهنا سيكون للوطن إطار قوي مبني من كافة أبنائه وهكذا بكل جهة لا تعطي حقوق منتسبيها عليها منح منتسبيها حقوقهم، خاصة وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم ولكي تُكَوّن إطار قوي يحميها ومن خلال ذلك سيكون المجتمع بكل شرائحه، هو من يحمي الوطن كُلٌ من موقعه لنرتقي به ونراه يتطور ويتقدم بدلاً من أن يستمر للأسوأ مع عناوين وكلمات من ناس محددة تبحث عن مصالحها هي لا غير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى