استطلاعات وتحقيقات
الغارديان : خبراء يحذرون من وصفة ترامب لعلاج كورونا
مجدداً يذهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاهديه ومستمعيه باقتراحه أن الناس يمكن أن يتلقوا حقن مطهر لعلاج فيروس كورونا، وهو مفهوم وصفه أحد الخبراء الطبيين بأنه “صادم”، بحسب صحيفة “ذي غارديان” البريطانية.
فقد ناقش ترامب في جلسة إحاطة لفريق مهام مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض يوم الخميس بحثاً حكومياً جديداً حول كيفية تفاعل الفيروس مع درجات الحرارة والمناخ والسطوح المختلفة.
وقال ترامب: “أرى المطهر يقتل الفيروس خلال دقيقة. دقيقة واحدة! هل هناك طريقة يمكننا من خلالها القيام بشيء ما، عن طريق حقن المطهر في الداخل أو التطهير؟ لأنك ترى أن الفيروس يدخل في الرئتين ولديه تأثير هائل على الرئتين، لذا سيكون من المثير للاهتمام التحقق من ذلك. لذا، سيكون عليك استخدام أطباء للقيام بذلك، لكن الأمر يبدو مثيراً للاهتمام بالنسبة لي”.
وظلت الدكتورة ديبورا بيركس، منسقة استجابة فريق العمل، صامتة. لكن وسائل التواصل الاجتماعي اندلعت في سخرية من الرئيس، الذي لديه سجل في تحدي العلم وطرح فكرة معالجة أجساد المرضى بالأشعة ما فوق البنفسجية (UV).
وحذر العديد من الأطباء الجمهور من حقن مطهر أو استخدام الأشعة ما فوق البنفسجية.
وغرد روبرت رايش، أستاذ السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ووزير العمل السابق: “إن إحاطات ترامب تعرض صحة الجمهور للخطر. قاطعوا الدعاية. استمعوا إلى الخبراء. ورجاءً لا تشربوا مطهراً”.
وقال والتر شوب، المدير السابق لمكتب أخلاقيات الحكومة: “من غير المفهوم بالنسبة لي أن هذا المعتوه يشغل هذا المنصب الأعلى في الأرض وأن هناك أشخاصاً أغبياء بما يكفي للاعتقاد أن هذا أمر جيد. لا أستطيع أن أصدق أنه في عام 2020 يجب أن أحذر أي شخص يستمع إلى الرئيس من أن حقن مطهر يمكن أن يقتلك”.
وقد واجه ترامب قبل ذلك رد فعل عنيفاً بسبب تأييده لدواء “هيدروكسي كلوروكين”، وهو عقار مضاد للملاريا، كعلاج لفيروس كورونا. فلم تجد الأبحاث أي دليل على أنه مفيد وادعى خبير لقاح حكومي أنه تم فصله بسبب تقييد استخدامه.
وعرض ترامب يوم الخميس “نتيجة ناشئة” من أبحاث وزارة الأمن الداخلي التي تقول إن فيروس ورونا يبدو أنه يضعف بسرعة أكبر عندما يتعرض لأشعة الشمس والحرارة والرطوبة، مما يبعث الآمال في أن يصبح أقل عدوى في أشهر الصيف.
وأدلى ويليام بريان، وكيل وزارة الأمن بالوكالة لشؤون العلوم والتكنولوجيا، بشهادة في المؤتمر الصحافي قائلاً: “إن ملاحظتنا الأبرز حتى الآن هي التأثير القوي الذي يبدو لضوء الشمس لقتل الفيروس، سواء في السطوح أو في الهواء. لقد رأينا تأثيراً مشابهاً لكل من درجة الحرارة والرطوبة أيضاً، حيث تزيد درجة الحرارة والرطوبة أو كلاهما بشكل عام يكون أقل ملاءمة للفيروس”.
ووجد الباحثون أن الفيروس يعيش أفضل في الداخل وفي الظروف الجافة، ويفقد فاعلية عندما ترتفع درجات الحرارة والرطوبة. وقال بريان: “الفيروس يموت أسرع في وجود أشعة الشمس المباشرة”.
وأظهر بريان شريحة تلخص نتائج التجربة التي أجريت في المركز الوطني لتحليل الدفاع البيولوجي والتدابير المضادة. وقال إنه تم إجراء الاختبارات بالمطهرات. “استطيع أن اقول لكم إن المطهر سيقتل الفيروس في خمس دقائق. سوف يقتل كحول الآيزوبروبيل الفيروس في 30 ثانية وهذا بلا تحريك ولا فرك”.
وأثار ترامب حرجاً عندما سأل عما إذا كان الدكتور بيركس قد سمعت بالحرارة والضوء فيما يتعلق بعلاج فيروس كورونا فأجابت قائلة: “ليس كعلاج”.
واستغل ترامب النتائج ليشير مرة أخرى إلى الادعاء الذي أدلى به في 14 شباط / فبراير بأن الطقس الدافئ قد يقتل الفيروس، مثل الأنفلونزا الشائعة، مشياً إلى أن وسائل الإعلام انتقدته. وقال “أعتقد أن الكثير من الناس سوف يخرجون، فجأة ، أناس كانوا لا يريدون الخروج”.
وسأل ترامب بريان سؤالاً غير عادي: “إذا افترضنا أننا ضربنا الجسم، سواء بالأشعة فوق البنفسجية أو مجرد ضوء قوي للغاية وأعتقد أنك قلت أنه لم يتم التحقق منه ولكنك ستختبره. وبعد ذلك قلت لنفترض أنك جلبت الضوء إلى داخل الجسم، والذي يمكنك القيام به إما من خلال الجلد أو بطريقة أخرى. وأعتقد أنك ستختبر ذلك أيضاً؟”.
الأشعة فوق البنفسجية هي نوع غير مرئي من الإشعاع يمكن أن يخترق ويضر خلايا الجلد، ويمكن أن يسبب التعرض المفرط لها سرطان الجلد. كما أن كمية أشعة الشمس اللازمة للتأثير على فيروس كورونا غير معروفة. تسبب الفيروس في خسائر فادحة في عدد القتلى في المناطق ذات الطقس الدافئ مثل لويزيانا وفلوريدا، وشهدت سنغافورة ارتفاعاً حديثاً في عدد الحالات.
المصدر : ذي غارديان +الميادين