العالم يتطور… والعرب إلى الخلف در! بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي
بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي
كل يوم نرى طرق وإبداعات جديدة بفن التسويق والإعلانات للمنتجات المختلفة من إلكترونيات وكهربائيات وسيارات وأثاث منزلي وكماليات وإكسسوارات مختلفة وغيرها من المنتجات التي نستخدمها ونستهلكها في حياتنا اليومية، حيث ننام على روعة الإبداع والتصميم لمنتج ما ولكننا نستيقظ على تطور جديد أكثر إبداعاً لمنتج آخر لم نفكر به بالأمس.
هذا ما يحدث في العالم الذي يبحث عن تطور وتقدم وتنمية إقتصاده لتعود الفوائد على شعوبها، وتلك التي تنافس نفسها قبل غيرها بتطوير أفكارها لتستمر في رفد خزائنها بالأموال لتبقى صناعاتها في طليعة المنتجات التي يطلبها المستهلكون حول العالم،
وبما أن هذه المنتجات يتم التسويق والإعلان لها بطرق مكلفة جداً، فمعنى ذلك أن هناك تنافس ولابد من أن تحصد على إعجاب المستهلكين التي تعرض لهم على أرفف المحلات والمعارض والأسواق الإلكترونية، بهدف الإعجاب وشراؤها من قبلهم وهذا سيعود على الشركة المنتجة بالأموال والتي ستدخل لميزانية دولتها لصرفها على تطوير حياة شعبها في التعليم بمختلف مستوياته والصحة وتحديث البنية التحتية من كهرباء ومياه وانترنت واتصالات وخدمات الموبايل والنقل العام والطيران والمطارات والمدن السكنية والتأمين الصحي لكل مواطن وغيرها من الاحتياجات الخدمية التي يستفيد منها المواطن وأسرته.
ولكننا نرى بأن الوطن العربي هو المستهلك الأول والسوق الرئيسي لكل منتجات العالم المتطور والذي رغم ثرواته بكل أصنافها وقدرات أبناءها إلا أنه لا يستطيع أن يصنع شيء وإن صنع ستجد المواد الأولية والأساسية يتم استيرادها ليكمل إنتاج المنتج ليفرح بأنه قد كتب عليه اسم بلده “صنع في (…..)” رغم أن فكرة المنتج تم استنساخها والجزء المهم والأساسي من المنتج صنعه العالم المتطور فعلى أي صناعة نتكلم عنها بالوطن العربي الذي يختزن كافة العوامل لبناء إمبراطوريات صناعية وبكل بساطة.
وبما أن الوطن العربي لا يستطيع أن يبدع ويبني ليكون رقم صعب في الصناعة والتطوير ويرفد خزائنه بالعملة الصعبة ويفتح للأجيال القادمة أبواب التدريب والتطوير ليخرج للعمل والتصنيع والتميز لتكون مكتفية ذاتياً وتحمي شعوبها من الأمراض لأنها هي من تعلم بنوعية المواد التي أدخلتها في كافة صناعاتها وأهمها الصناعات الغذائية والدوائية فهل سنرى أول دولة عربية بالمستقبل القريب تنفرد بصناعتها من الألف للياء وتُحقق الحلم الذي طال انتظاره.
لذا فعلى الإدارات الاقتصادية للدول العربية أن تعمل ثورة وتعيد حساباتها وتخرج من التخلف الذي تعيشه وتتوارثه شعوبها وترفع راية التميُّز والإبداع والنجاح بتطورها وفرض سياسة لن نقوى سوى باعتمادنا على أنفسنا وأبناءنا وبقوة إقتصادنا وتنوع صناعاتنا حتى نصبح رقماً له ثقله في عالم لا يؤمن إلا بالقوي وحتى تكون قوياً يجب أن تمتلك “قوة العقل وقوة المال” فقوة العقل هي بالصحة والتعليم وقوة المال هي بالصناعة والإقتصاد وما أسهل ذلك لأنه لا ينقص الوطن العربي سوى التخطيط السليم والثقة بأبنائه والتحرر من التبعية والقوة باتخاذ القرار… فمتى سيكون هذا.؟