حيروت-متابعات- علي بامسعود
بعد أن افتقدت حضرموت مثل هذه الحفلات والعروض الموسيقية منذ أكثر من عشرين عام ، احتضن المسرح الوطني بديوان محافظة حضرموت بالمكلا مساء الخميس حفلاً موسيقياً نوعياً مفعم بألوان مختلفة اعتبره الحاضرون هو الأضخم على مستوى الوطن ، شارك فيه نحو 30 موسيقي متدرب من أبناء مناطق ومدن ساحل حضرموت بقيادة المايسترو العازف الأستاذ هيثم محمد الحضرمي والموسيقار الأستاذ أحمد لحمدي ، وذلك عقب استكمال البرنامج التدريبي للآلات الموسيقية ضمن مشروع “الموسيقى تعود” الذي يهدف إلى صقل مواهب المشاركين وتطوير قدراتهم الموسيقية وإبرازها على أرض الواقع.
حيث تضمن البرنامج التدريبي الذي استمر لمدة ثلاث أشهر ، عدد من المهارات في الجانب النظري تعلم فيه المشاركين العزف على النوتة الموسيقية الغربية والشرقية وتعليم الأشكال الايقاعية الصولفائية لخطين مختلفين لتطوير مهارة فصل الحواس المهمة للموسيقي ، وكذلك أساسيات الغناء الصولفائي مع الإشارة الإيقاعية الشرقية والعربية.
كما تضمن أيضا التدريب في الجانب العملي من خلال تدريب المشاركين على العزف الجماعي بقراءة النوتات لمقطوعات يمنية وعربية وعالمية قديمة ومعاصرة من مختلف الألوان الموسيقية بطرق صحيحة وتوحيد الأساليب الموسيقية.
وفي الحفل الختامي للبرنامج التدريبي قدم المشاركين عرض موسيقي نوعي ومميز تخلل جملة من المعزوفات القديمة كانت مستوحاة من موسيقى يمنية وأساطير الشرق الأوسط نالت اعجاب واستحسان الحاضرين.
واختتم الحفل بتكريم الجهات الراعية والمنفذة لهذا المشروع وكذلك المدربين في البرنامج التدريبي والمشاركين الموسيقيين نظير جهودهم التي بذلت لإنجاح المشروع.
الجدير بالذكر أن بعد مرور نحو 25 عاماً من غياب التعليم الموسيقي الأكاديمي والنشاطات الموسيقية الغير تقليدية والعالمية الاحترافية في حضرموت واندثار أخر معالمها وتدهور الفن والفنانين فيها ، تجلت فكرة مشروع الموسيقى تعود في تدريب أصحاب المواهب الموسيقية في محاولة لإعادة إحياء البيئة الموسيقية والإبداعية.
