مقالات

الشعب اليمني فقير في أرض غنية بثرواتها بقلم| عبدالكريم الدالي

بقلم| عبدالكريم الدالي

يمتلك اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه أرض غنية بثرواتها، سواء فوق الارض أو في باطنها، في سهولها وجبالها ووديانها وبحارها وصحرائها تعددت ثرواتها وخيراتها بتعدد مناخها وتضاريسها، إلا أنه رغم هذه النعمة فالشعب اليمني فقير تحت خط الفقر، وسبب ذلك فساد النخب السياسية في اليمن التي تطغى على المشهد السياسي اليمني في السلطة أو خارج السلطة من ستينات القرن الماضي.

أحزاب فاشلة وقيادات صنمية وزعامات من ورق إلا من رحم الله، فالنخب السياسية في اليمن بلغ فيها الفساد حد التمرغ بوحل العمالة والارتزاق حتى جعلت من الوطن والمواطن والسيادة الوطنية جسر عبور للوصول للسلطة، فقدمت الوطن والشعب والسيادة الوطنية ضحية في محراب العمالة والارتزاق، وهكذا كان لفساد النخب السياسية في اليمن أن تسبب في انزلاق اليمن في مستنقع الحرب بالوكالة لأجندات خارجية فكانت اليمن ساحة هذه الحرب والشعب اليمني الضحية وضاعت السيادة الوطنية ونتائج هذه الحرب بالوكالة دمرت البنية التحتية وانهارت الخدمات وسقط سعر صرف العملة الوطنية (الريال)، وكان الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والمواد الغذائية وكان المواطن دائما هو الضحية وهو من يدفع الثمن واصبح بين سندان الفقر ومطرقة الموت.

هذه الأزمات التي أوصلت اليمن والشعب اليمني إلى الحضيض بسبب فساد وعمالة وارتزاق النخب السياسية في اليمن، هي اليوم عبارة عن تراكمات سلبية تؤدي في الأخير الى دمار اليمن أرضا وانسانا، وبسبب هذه الفساد والافساد الذي لم يسبق له مثيل، ستكون البلاد أمام خيارين لا ثالث لهما.
1- الخيار الأول: أن يزداد الاحتقان الشعبي ليتمخض عنه ثورة شعبية منظمة تقتلع الفساد وأركانه من جذوره وتنقذ الوطن والشعب والسيادة الوطنية وهذا ما يجب أن يكون.
2- الخيار الثاني: أن يتمخض عن هذا الاحتقان فوضى عارمة فوضى فقر وجوع تتسبب في تسييد العنف وانتشار جريمة القتل والسرقة والسلب والنهب للحق العام والخاص والسقوط الكامل والشامل للنظام والقانون، ويكون بديلا عنه نظام الغابة يأكل القوي الضعيف، وهنا تنزلق البلاد في منزلق خطير يضيع فيه العدل والحق والأمن والأمان.

لذا وجب علينا جميعا، أحرار عدن خاصة والجنوب عامة، الحرص على توفير مقدمات الوصول السليم إلى معطيات الخيار الأول.
وحتى نستطيع الوصول لهذا الخيار المنشود، يجب على الوطنيين الشرفاء وهم كثر ولكنهم عبارة عن فئة صامتة في المجتمع عليهم واجب تجاوز مرحلة الصمت وتلتقي فيما بينها وتنظم نفسها لتكون الحاضنة الوطنية للمقدمات الثورية لتحولها الى ثورة شعبية عارمة ومنظمة تقتلع الفساد واركانه من جذوره، بما فيه النخب السياسية الفاسدة واحزابها العفنة واصنامها الهرمة، والله الموفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى