صور أطفالكم في متناول “آبل”! بقلم| علي مرعي
بقلم| علي مرعي
تستعدّ شركة “آبل” لاستحداث تقنية “Neural Hash” في أنظمة تشغيل “IOS15″، والتي ستمكنها من البحث في ملفات أجهزة “الآيفون” و”الآيباد” المرتبطة بخدمة التخزين السحابي (ICloud) عن صور قد تُظهر استغلال الأطفال جسدياً.
وفي حال وجود مثل هذه الصور، سيتم إبلاغ السلطات المحلية عنها بشكل مباشر لاتخاذ الإجراءات المناسبة. ومن المتوقع أن تواجه الشركة ردود فعل عنيفة فور إطلاق الخدمة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمستخدمين القلقين بشأن خصوصيتهم!
كيف تعمل هذه التقنية؟
تعتبر شركة “آبل” أن الجهاز ملك للمستخدم، وأن معلوماته الموجودة فيه هي حق شرعي له فقط. أما خدمة التخزين السحابي (ICloud)، فهي مساحة مملوكة من قبل الشركة، ولها حق الاطلاع على محتواها، وبالتالي إن البحث سيكون قانونياً، وسيكون محصوراً بالصور المرفوعة من خلال هذه الخدمة فقط، دون الصور الموجودة في ذاكرة الهاتف ككل.
ما الحلول المقترحة لتفادي انتهاك الخصوصية؟
يتعيَّن على المستخدمين القلقين بشأن خصوصيتهم الرقمية أن يعتبروا منذ هذه اللحظة أن مساحة التخزين السحابي الخاصة بهم هي ملك للشركة حصراً، وعليهم التفكير ملياً قبل مشاركة صورهم الشخصية وصور أطفالهم بهذه الخدمة، لحماية أنفسهم قانونياً، أو اتخاذ قرار جريء بالتخلّي نهائياً عن منتجات شركة “آبل”.
أين سيتم تطبيق هذه الخدمة؟
بحسب الأخبار المتداولة في المواقع العالميَّة، سيتم تفعيل الخدمة بدايةً في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يتم تحديد موعد إطلاقها في باقي الدول بعد.
خلاصة
ستفعّل شركة “آبل” هذه المرة خاصية البحث عن الصور المشبوهة المرتبطة بالأطفال، وهي تبرر الأمر بأنه مرتبط بموضوع حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي، في ما يبدو مقصداً نبيلاً، إلا أنَّ الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية، وعلى رأسها الـ”FBI”، ستقوم بالضغط أكثر على الشركة واستغلال هذه التقنية للانتقال إلى عناوين مختلفة لاحقاً، مثل “الإرهاب” و”خطاب الكراهية”، وغيرها من العناوين التي ستشكل شماعة جديدة لخرق خصوصية المستخدمين.
أمام هذا الواقع المستمر، ينكشف يوماً بعد يوم حجم وطبيعة المعلومات التي تسعى أمثال هذه الشركات للحصول عليها وجمعها، من خلال انتهاك خصوصية المستخدمين بطريقة قانونية. وعليه، ألا يجدر بنا التوقف والتفكير ملياً في خطة تدريجية للتخلّص من جشعها وهيمنتها؟ أليست بالفعل أشبه بالأخطبوط الذي لا يشبع ولا يملأ فمه إلا التراب؟